Site icon IMLebanon

جنبلاط يقرأ النتائج: الأربعاء ينتهي أزعور

 

فور انتهاء جلسة اليوم، وأياً يكن عدد الأصوات التي سيحصدها كل مرشح، سيبقى سليمان فرنجية بعدها مرشحاً مدعوماً من الثنائي أمل وحزب الله، وسيتحول جهاد أزعور إلى «ميشال معوض – 2»، في انتظار المرشح التالي الذي يمكن أن تتقاطع عليه ما تُسمى قوى المعارضة والتيار الوطني الحر. هذا، بالمناسبة، ما يقرّ به كل أطراف هذه القوى.

 

بعدها، إلى أين؟

سؤال يستحضر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. موقف الأخير بتصويت نواب الكتلة الاشتراكية لمصلحة أزعور، هو ما أحدث تحوّلاً وسخّن الأجواء التي تحيط بالجلسة، رغم تأكيدات أكثر من مصدر بأن «بيك المختارة» كان قد وعد صديقه، رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدم التصويت لأزعور بالحدّ الأدنى، خصوصاً أنه يُدرك مسبقاً، لا بل يقولها بوضوح، بأن حظوظ الأخير بالنجاح معدومة، وأنه «بعد جلسة الأربعاء بينتهي أزعور». كما يُنقل عنه، في مجالسه الخاصة، أنه كان على أزعور التروّي، ومحاولة إزالة «الحذر التاريخي» لدى حزب الله من كل من كان يحيط بالرئيس فؤاد السنيورة، وأن يحاول الوصول إلى مساحة مشتركة بين كل الأطراف… لكنه «غلّط واستعجل». أضف إلى ذلك أن الزعيم الاشتراكي على قناعة بأن سمير جعجع «لا يريد انتخاب أزعور، وهو أساساً مرتاح للفراغ ولا يريد انتخاب رئيس لأنه يكسب على ظهر جبران باسيل، فيما يتيح التقاطع للأخير التقاط أنفاسه مسيحياً».

 

إذاً، ما الذي طرأ حتى يتكبّد جنبلاط عناء اصطفاف كان في غنى عنه، ويدرك مسبقاً أنه لن يسفر عن رئيس بعد جلسة اليوم؟ وما الذي تغيّر حتى «يغامر» بـ«الصداقة التاريخية» مع بري، بعيداً عن تأكيدهما أن شيئاً لن يهزّها، إذ إن سليمان فرنجية مرشح بري أولاً قبل أن يكون مرشح حزب الله، ولطالما أبلغ رئيس المجلس حلفاءه بأن «وليد عندي».

هنا، تحديداً، «قطبة مخفية» يتوقف عندها كثر في الفريق الداعم لفرنجية. موقف جنبلاط، بالنسبة إلى هؤلاء، لا يمكن أن يأتي من دون «تعليمة»، خصوصاً أن الرجل أطال الوقوف في الفترة الماضية في منطقة رمادية محجماً عن المغامرة في أي من الاتجاهين، انتظاراً لكلمة سر، سعودية تحديداً. وبعدما بدا لوهلة أنه يريد تجنّب هذه الكأس تاركاً المهمة لنجله تيمور، ترأّس، هو شخصياً، لقاء نواب الكتلة الذي أعلن السير بمرشح «التقاطع». لذلك، يصعب بالنسبة إلى هؤلاء، تخيّل أن يكون جنبلاط قد اتّخذ موقفه قبل أن تصله كلمة السر، رغم الأسباب الموجبة التي يسوقها حول «عدم القدرة على الوقوف في وجه الإجماع المسيحي، والحرص على مصالحة الجبل»، إضافة إلى «أننا أول من اخترعنا أزعور واقترحنا اسمه».

 

لهذا كله، يبدو مؤيدو فرنجية على قناعة بأن أزعور أكثر من مرشح «تقاطع» بين قوى داخلية، بل هو خطوة في مسار ضمن مشروع مواجهة حزب الله، سواء أدرك كل أركان هذا التقاطع ذلك أم لم يدركوه، وبغضّ النظر عن خلفية كل منهم. وما يزيد في هذه القناعة أن الزعيم الدرزي أرفق إشهار دعمه له، بحملة في المجالس ضد «الحزب الذي لا يمكن أن يحكم البلد بالقوة والصواريخ والمناورات»، وضد «تعاطيه الفوقي»، مستذكراً أنه «سابقاً كنا نلتقي (السيد حسن) نصرالله في حارة حريك وكنا نتحدث. اليوم بات (نصرالله) يعتمد فقط على ما يرده من تقارير أمنية».

إذاً، هل أتت كلمة السر السعودية بدعم أزعور؟

بحسب مصادر مطّلعة، سمع كثر، من بينهم جنبلاط، تشجيعاً على التصويت لمرشح «التقاطع». لكن ذلك لا يعني، بالضرورة، أن هذه الكلمة قادرة على إيصال الرجل إلى قصر بعبدا. والأسباب عديدة: أولها، أن ترشيح أزعور هو للحرق كما هي القناعة لدى كل داعميه، وثانياً، لأن لا أصداء لهذه الكلمة بعد بين النواب السنة الذين يتأثّرون حكماً بما يأتي من الرياض. وثالثاً، لأن خوض الرياض مواجهة مع حلفاء إيران وسوريا في لبنان لا يتّسق وأجواء الانفتاح الأخير بينها وبين البلدين. هي إذاً مرحلة تفاوض بالنار تخوضها السعودية التي رفعت سابقاً الفيتو عن فرنجية ولم تصل إلى حدّ دعم ترشيحه، ربما في انتظار «تقريش» انفتاحها على طهران ودمشق على قاعدة: فرنجية مقابل ماذا؟

 

في انتظار موعد «التقريش»، ومع تحوّل أزعور إلى «خطوة في مسار» لمواجهة المقاومة، وتأكيدات بأنه سمع ذلك بوضوح في معراب من فم سمير جعجع ووافق عليه، سيكون مؤيّدو فرنجية، ولا سيما حزب الله، أكثر استماتة من أيّ وقت مضى في التمسّك به طالما بقي هو متمسّكاً بترشيحه.

 

من ملف : الفراغ…