Site icon IMLebanon

الاشتراكي “بالوسط”…اليد ممدودة للجميع تقاطع رئاسي مع المعارضة و حوار ضروري مع حزب الله 

 

 

مؤخرا “تغير” كثيرا تعاطي الحزب التقدمي الاشتراكي مع الأزمات المستجدة واختلف عن غيره من الأحزاب والقوى السياسية المصنفة في خانة المعارضة، في حادثة الكحالة مثلا لم ينجرف الاشتراكيون في الموجة الاعتراضية ضد حزب الله وسلاحه بل آثرت قيادات الحزب التعاطي الهادىء والانسحاب من جو توتير الأجواء والتصعيد، وفي الاستحقاق الرئاسي تبدل موقف الاشتراكي الذي يؤدي دورا تهدويا بالدعوة الى التفاهم والحوار.

 

أداء جنبلاط في حادثة الكحالة يمكن استيعابه وفهمه من منطلق الخوف على الشركة والوحدة الوطنية، إلا ان موقفه من الاستحقاق الرئاسي بعد ان انتخب الى جانب المعارضة في جلسات الانتخاب فهذا الموقف بحاجة لتقييم ونقاش، فجنبلاط يتقاطع مع المعارضة في اسم المرشح الرئاسي ولكن يتمايز عنها في موضوع الحوار الذي يؤيد فيه محور حزب الله انما من من دون ان يتبنى مرشحه الرئاسي.

 

الأداء الجنبلاطي سواء بعد الكحالة والتصريحات الأخيرة عن ضرورة التفاهم والحوار يجدر التوقف عندهما للسؤال عن انعكاسهما في المستقبل تقاربا وتنسيقا بين الاشتراكي وحزب الله وعما إذا كان الافتراق سيقع في القريب مع المعارضة رئاسيا مع بروز مؤشرات أخرى “محيرة” أيضا، إلا ان هذا الأمر للعارفين أمر غير مستغرب فالحزب التقدمي الاشتراكي المنتقلة قيادته من الأب الى الابن منذ فترة يحسن دائما التمايز والتموضع في الأزمات في إطار سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها المختارة في كل الأحداث من دون ان يتخلى الحزب الاشتراكي عن الرابط مع المعارضة التي يجتمع معها في المواجهة السياسية بشرط الا تؤدي المواجهة الى توتير الوضع السياسي والأمني والانزلاق في متاهات فالاشتراكي يرفض مخاصمة حزب الله على طريقة الأحزاب المسيحية التي كادت تتسبب بحرب أهلية في الكحالة فجنبلاط حريص على الشركة ولديه خشية من الأحداث والسيناريوات الخطرة والذهاب نحو الفوضى.

 

الاختلاف كبير مع حزب الله في السياسة لكن زعيم المختارة حريص على التهدئة مهما كان الخلاف كبيرا وعميقا لأن البلاد دخلت مرحلة الانهيار الكلي وتعطل الدولة والمؤسسات ، فالاشتراكي يدعو الى التوافق والحوار من دون شروط مسبقة من اجل مصلحة الجميع من دون ان يعني ذلك الانقلاب على المعارضة او أي طرف او يعني ذلك الانتقال الى المحور الآخر وتبني ترشيح سليمان فرنجية .

 

كل المؤشرات تدل الى مرونة اشتراكية حيال الاستحقاق الرئاسي تختلف عن موقف المعارضة فجنبلاط الذي جاهر بضرورة الجلوس مع حزب الله للحوار على الأرجح سيشارك في أي جلسة انتخابية عندما ينتهي اتفاق حزب الله والتيار الوطني الحر الرئاسي مما يعني انه سيوفر النصاب القانوني لجلسة إنتخاب فرنجية، مع ذلك يؤكد القريبون من أجواء الاشتراكي انه لم يحسم الخيار الرئاسي بعد لكنه مصر فقط على الحوار بانتظار نضوج الحل السياسي وجلاء الصورة الإقليمية بوضوح أكبر.