على عقارب ساعة المواجهات على الحدود الجنوبية، “الامور ماشية” في الداخل “بالتي هي احسن”، وسط اصرار دولي على ابعاد حزب الله عن الصراع الدائر، ومحاولات داخلية لابعاد تلك الكأس المرة، او اقله خلق فسحة من التمايز بين الدولة وحارة حريك، تقي الاولى شر الدمار المبشر به، لذلك كان اصرار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على تمسكه بالقرار 1701 من على الجبهة، وفي حضور الشهود “الدوليين”.
وفي انتظار ان يعلن اليوم عن نتائج “مبادرته”، احتلت الحركة السياسية لرئيس التيار الوطني الحر حيزا هاما، في ظل اقتصار النشاط على صعيد الملف الرئاسي بها، رغم اقرار الكثيرين بانها لزوم ما لا يلزم، وانها لن تقدم ولن تؤخر في مسار الاحداث ومصير الاستحقاق، الذي زادت التعقيدات بشأنه نتيجة الظروف الاقليمية المستجدة، معتبرين ان مهمة باسيل قد تكون مرتبطة بشكل غير مباشر بزيارة متوقعة لمسؤول امني قطري الى بيروت.
لعل الجانب اللافت في الزيارة، ما جرى تداوله عن ان هدفها الاساسي غير المعلن مسألة “الفراغ” الذي يطرق ابواب اليرزة، عشية احالة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى التقاعد مطلع العام المقبل، في ظل غياب رئيس اركان ليتولى القيادة خلفا له، اذ تشير مصادر مواكبة للزيارة ان الموضوع لم يبحث الا في كليمنصو بعدما طرحه “وليد بك”، عارضا توليفة وفقا لصيغة لا يموت الديب ولا يفنى الغنم، وهي يمكن ان تكون مخرجا، تقوم على “التمديد” لقائد الجيش في مجلس الوزراء، على ان يحال المرسوم الذي اعده وزير الدفاع موريس سليم، معدلا الى الحكومة، ليصار الى تعيين رئيس جديد للاركان (قائد منطقة الشمال العسكرية) ، مدير عامل للادارة( المساعد الاول لمدير المخابرات)، مفتش عام ( يترك للوطني الحر اختيار الاسم).
ووفقا للمصادر، فان هذه التركيبة تضمن للتيار الوطني الحر الحصول على المقعدين المسيحيين (الماروني والاورثوذكسي) في المجلس العسكري، وبالتالي امتلاك حق الفيتو، غير ان رد النائب جبران باسيل كان مفاجئا لجهة تأكيده ان “الموضوع مش عندي” وان هذا الملف يتولاه رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون شخصيا.
وتتابع المصادر ، بانه في باقي لقاءاته لم يجر التطرق الى هذه المسألة باعتبار ان الموضوع “منتهي” بالنسبة للبياضة، كما الرابية” و”لو بدا تخرب البصرة”، برفض اي اقتراح بالتمديد، وان الحلين القابلين للنقاش هما: الاول تسلم الضابط الاعلى رتبة القيادة، اي عضو المجلس العسكري عن المقعد الكاثوليكي اللواء بيار صعب المقرب من التيار الوطني الحر، والثاني تعيين مجلس الوزراء قائدا جديدا للجيش ورئيس للاركان، وملء الشغور في المجلس العسكري، وهو امر ترفضه حارة حريك.
وترى المصادر ان المقاربة الاخيرة، تنطلق من ان مَن يقدر على تعيين رئيس للاركان لممارسة المهام بالوكالة، قادر على تعيين اصيل، علما ان الرافضين ينطلقون من مبدأ عدم الزام العهد القادم بقائد للجيش، وهو ما “يسخر” منه العونيون، معتبرين انه حجة لا معنى لها، اذ يمكن اقالته فور انتخاب رئيس جديد، كما ان الضباط المؤهلين راهنا، لا يملكون وفقا للسن اكثر من ثلاث سنوات على الاكثر باستثناء اثنين.
اما النقطة الثانية والتي هي “لب” المشاورات البرتقالية، واساس المبادرة، والتي افصح عنها مواربة “بيك المختارة”، فتتعلق بما استشفته الرابية من زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا للرئيس السابق ميشال عون، والتي وصفها المطلعون بانها كانت “متوترة” وغير موفقة، ما خلق اجواء من عدم الارتياح لدى ميرنا الشالوحي.
وغمزت المصادر من باب ميرنا الشالوحي، معتبرة ان الاخيرة وفي ظل “فشل” الحوار مع حارة حريك، معتبرة انها تحاول اعادة وصل ما انقطع مع الاطراف السياسية، مستفيدة من اللحظة الراهنة والمخاوف من انفجار الحرب، التي كان باسيل قد طلب في اجتماع لكوادره الاستعداد لمواجهة تداعياتها، خاتمة بان ما تقوم به اليوم هو مراكمة لنقاط على ان تستعمل في وقت لاحق.