عُلم من مصادر مواكبة ومتابعة لأجواء التهدئة في البلد، بأن أكثر من موفد لبكركي يجول على مرجعيات سياسية وروحية، للتهدئة وتنفيس الإحتقان السياسي والطائفي، فيما يقوم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، بدور لافت على كافة المستويات وخصوصاً تجنيب إقحام البلد في أي حرب، فيما تشير المعلومات الموثوقة، إلى أن التواصل والتنسيق تفاعل في الأيام الماضية بين حزب الله والإشتراكي، حيث يتولى مهام التنسيق الوزير السابق غازي العريضي الذي تربطه بحزب الله علاقة متينة، وخاصة مع قيادات الحزب، ولهذه الغاية، كان خلف دعوة جنبلاط لأهمية التنسيق مع حزب الله وتنظيم الخلاف معه، وربما أكثر من ذلك لأجل الوصول إلى إمكانية التحالف كما كانت المرحلة السابقة، وهذا ما تفاعل في الآونة الأخيرة، وبالتالي جولات جنبلاط على مناطق وقرى وبلدات الجبل، يؤكد من خلالها على أهمية أن يكون هناك تواصل وتنسيق ميداني في كل مناطق الجبل والساحل مع كل الأطراف، وفتح المدارس في حال كان هناك تدفق للنازحين في الجنوب وهذا ما شدّد عليه جنبلاط لاستقبالهم من قبل أبناء الجبل بمنتهى الودّ، حيث شكّلت خلايا أزمة في هذا الإطار.
وفي المقابل، فجنبلاط يبدي قلقه ومخاوفه من التصعيد العسكري في الجنوب، والهدنة لا تعني أن الحرب إنتهت، لا بل يتوقع نتيجة تداعيات حرب غزة أن تذهب الأمور للأسوأ، ولهذه الغاية، يعمل على تحسين االتنسيق مع كل القيادات الصديقة والحليفة.
والسؤال المطروح، هل يعني ذلك أن هناك إمكانية لتحالف جديد؟ البعض يقول أن العلاقة المتينة بين جنبلاط ورئيس مجلس النيابي نبيه بري والمتجددة مع حزب الله، فذلك قد يدفعه لإبقاء الخطوط مفتوحة، وخصوصاً أن التيار الوطني الحر تفاعلت علاقته مع الحزب التقدمي الاشتراكي بعد زيارة النائب جبران باسيل إلى كليمنصو، ومن ثم زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، إلى البترون وتناوله الغداء وتجواله في المدينة للتعرّف على أماكنها السياحية برفقة باسيل، ما يعني أن العلاقة بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي باتت إيجابية ومتقدمة، وهناك مؤشرات عن تنسيق محتمل ما يعني لا يستبعد أن يكون التقارب الجنبلاطي مع التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل، مقدمة لتحالفات أعمق بكثير سياسياً وربما إنتخابياً وعلى كافة الصعد.