Site icon IMLebanon

جنبلاط يرمي “قنابل دخانيّة”… قراءة استباقيّة لما بعد حرب غزة “الاشتراكي” لم يسقط “الفيتو” على انتخاب فرنجية… الرهان على المتغيّرات 

 

 

لا تزال حركة الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في الأيام الأخيرة حديث الساعة في الاوساط السياسية، من عشاء كليمنصو مع رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ، الى عشاء السفارة الإيرانية مع السفير مجتبى أماني، وأهم من العشاءين مواقفه المفاجئة من انتخاب سليمان فرنجية، ثم بمطالبته دوزنة اللجنة الخماسية بضم إيران إليها لتصبح سداسية بدل خماسية، وصولا الى “زحطته” على منصة “اكس” بشعار “لبنان أولا” التي أزالها بسرعة قياسية.

 

مواقف جنبلاط اطلقت تحليلات حول تموضع “اشتراكي” جديد مع الانعطافة الجديدة، حيث لجنبلاط انعطافات سياسية عديدة في مسيرته، من خروجه من فريق ١٤ آذار وانقلابه على “تيار المستقبل” وانتخاب نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، وصولا الى تناغمه مؤخرا مع فريق الثامن من آذار، وانفتاحه على المقاومة ودعم القضية الفلسطينية، وهذا الأمر اعتبرته مصادر سياسية أنه قراءة جنبلاطية استباقية وذكية لمرحلة ما بعد حرب غزة، وتموضعا الى جانب الفريق المنتصر في الحرب .

 

وتقول المصادر ان عشاء السفارة الإيرانية معطوفا على عشاء كليمنصو ساهم في رفع منسوب التساؤلات عن امكانية تكويعة مفاجئة لجنبلاط، قد تقلب الامور رأسا على عقب في موضوع رئاسة الجمهورية .

 

وعلى الرغم من محاولة المعارضة التقليل من وقع الحركة الجنبلاطية وتداعياتها عليها، بتأكيد ان ما يحصل ليس انعطافة، استنادا الى قول  رئيس “القوات” سمير جعجع ” اذا متكلين على صديقنا جنبلاط حرير رح تلبسوا”، او وصف ما يحصل بالقنبلة الدخانية التي ستنتهي مفاعيلها سريعا بمفعول تأثيرها المحدود، على اعتبار ان جنبلاط ليس في صدد الانتقال الى الموقع الآخر وإدارة ظهره “للخط السيادي”، بدليل اعتذاره وحذف تغريدة “لبنان أولا”، فإن مواقف جنبلاط تركت انطباعات متنوعة ومحيرة لدى كثيرين.

 

وتؤكد المصادر السياسية ان عشاء السفارة له أهميته وابعاده الإقليمية، وآفاق أبعد من الحالة اللبنانية، اما عشاء كليمنصو فكان مناسبة اجتماعية بنكهة سياسية، جرى تحميله أكثر من حجمه الحقيقي واعطاؤه تفسيرات مختلفة وتوظيفه بالوضع السياسي، لكن ذلك لا يعني ان لا أهمية له في هذا التوقيت من الأحداث والتطورات، ونظرا لما يمثله كل من فرنجية وجنبلاط في المعادلة السياسية والرئاسية، فاتفاقهما حول موضوع ما يمكن ان يبدل في المعطيات السياسية والرئاسية، ولم يعد خافيا ان هناك من يربط بين الحراك “الاشتراكي”، وسعي قوى سياسية لحلحلة الملف الرئاسي قبل الوصول الى التسوية المحكي عنها.

 

مع ذلك، فان حركة جنبلاط وانفتاحه على فريق الثامن من آذار لا تعني انتقالا او انعطافة جديدة، تضيف المصادر، ولا تعني إلزام نواب “اللقاء الديموقراطي” انتخاب سليمان فرنجية، فمواقفه حول “لبنان أولا” وفي الملف الرئاسي تخصه وحده، وليس حولها إجماع “اشتراكي”، ونواب “اللقاء الديموقراطي” يتموضعون في مكان اخر، لكن مواقف جنبلاط تتناغم مع القضية الفلسطينية، وعما قاله في شأن انتخاب فرنجية فهو “توصية” بانتخابه ليس أكثر، ومحاولة رمي كرة الانتخاب في ملعب اتفاق المسيحيين.

 

التواصل بين بنشعي وكليمنصو والتقاؤهما حول عدد كبير من الطروحات والملفات، لا يعني ذوبانهما ببعض، تقول المصادر، فلكل فريق خياراته وقناعاته السياسية، والحديث عن مقايضات معينة ليس في محله، فالحزب “الاشتراكي” له مقاربة مختلفة في شأن الانتخابات الرئاسية ولا يزال على موقفه السابق، إلا اذا استجد طارئء خطر على غرار تدهور الاوضاع الأمنية والتطورات العسكرية في غزة والجبهة الجنوبية، مما يجعله جاهزا حينئذ لتغيير البوصلة والاتجاهات تحت عنوان المصلحة الوطنية والتطورات.