Site icon IMLebanon

جنبلاط يُصعّد إنما لا عودة الى صيغة 14 آذار

 

طغت مواقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في الآونة الأخيرة على ما عداها، وأعادت بالذاكرة مواقفه يوم انفتح على «قرنة شهوان» وبكركي والأحزاب المسيحية، وصولاً إلى «لقاء البريستول» وقوى الرابع عشر من آذار.

 

وتركت هذه التطوّرات على خط المختارة، والتي تفاعلت في الآونة الأخيرة، تساؤلات لدى الكثيرين، بما معناه هل هناك من تحالف سياسي أو جبهة جديدة تعيد مرحلة العام 2005، ولا سيما على خط المختارة ـ بيت الوسط ـ معراب؟.

 

هنا تشير أوساط مقرّبة من الحزب الإشتراكي، إلى أنه، وفي الوقت الراهن، ليس ثمة تحالفات أو عودة إلى مرحلة 14 آذار، ولكن جنبلاط يسلّط الأضواء على أمور أساسية سبق وأن حذّر منها، وأدّت إلى ما نحن عليه من اهتراء في السياسة والإقتصاد والأمن والأمور المعيشية والإجتماعية، إذ سبق له وأن وضع الإصبع على الجرح في الملفات الإقتصادية من خلال ورقة اقتصادية متكاملة أنجزها «اللقاء الديمقراطي»، بالتشاور والتنسيق مع خبراء إقتصاديين وماليين، وفي كل القطاعات، ورُفعت هذه الورقة إلى القوى السياسية كافة من دون الأخذ بها، ناهيك إلى أنه مدّ اليد لرئيس الجمهورية، إنما لم يلقَ التعامل بالمثل بعدما تحوّل الرئيس ميشال عون إلى طرف في أمور كثيرة تخصّ الملف الدرزي، وهذا يظهر جلياً اليوم حول أجواء ومعلومات عن رفض تشكيلة ال18 وزيراً التي رفعها الرئيس المكلّف سعد الحريري لرئيس الجمهورية، والهدف رفعها إلى 20 أو 22 وزيراً ليتمثّل فيها درزي ثانٍ يكون من حصة «التيار الوطني الحر».

 

واعتبرت الأوساط نفسها،أن ذلك يدخل في إطار سياسة «النكايات» والمماحكات، كاشفة بأن القوى الداخلية والخارجية التي هاجمها رئيس الحزب التقدمي مؤخراً إن في حواره المتلفز أو في اللقاء الذي جمعه مع «سيدة الجبل»، قد قُطِعَت كل الجسور معها، لأن سياساتها لم تتبدّل وتتغيّر من خلال إمعانها في تقويض الإستقرار والسيادة وسائر الأوضاع في لبنان.

 

في المقابل، يستبعد زعيم المختارة، وبحسب الأوساط ذاتها، عودة فريق 14 آذار إلى ما كان عليه، باعتبار أن ظروف المرحلة السابقة مختلفة كلياً عن الوضع الراهن، ولكنه لا يخفي العلاقة الوثيقة مع بكركي وسيدها، وتأييده ودعمه للثوابت التي أعلنها البطريرك بشارة الراعي في موضوع الحياد، وصولاً إلى أن اللقاءات والتنسيق مع «القوات اللبنانية» لا زالت مستمرة في معظم مناطق الجبل، وعلى صعيد القيادتين ترسيخاً للمصالحة وحفاظاً على أمن الجبل واستقراره، في حين لوحظ أن رئيس الحزب التقدمي لم يعلّق أو يردّ على «لقاء خلدة» الذي جمع خصومه السياسيين من القيادات الدرزية، وذلك، تحصيناً وحفاظاً على الإستقرار في الجبل ووحدة الصف الدرزي.

 

وقد سبق لجنبلاط، أن تمنى على وكلاء داخلية الحزب مؤخراً بأن يتواصلوا مع سائر الأحزاب، والتي لا تلتقي معهم في السياسة، لمواجهة جائحة كورونا، من خلال الإجراءات المطلوبة، أكان على المستوى الطبي وتوعية الناس، إذ يعتبر أن هذا الأمر، وفي هذه المرحلة بالذات أولوية مطلقة، لا سيما وأنه سبق وأن حذّر من انتشارها المقلق والمخيف، وحيث يطلب باستمرار عدم إقامة المناسبات من أفراح وأتراح والإختلاط.

 

وعن زيارته إلى موسكو، تكشف الأوساط، بأنه تلقى دعوة من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وهو صديق قديم له، إذ يلتقيه باستمرار مستشار جنبلاط في روسيا الدكتور حليم بو فخر الدين، ولكن رئيس التقدمي ومن خلال التدابير التي يتّخذها على مستوى جائحة كورونا وعد بوغدانوف بتلبية الزيارة عندما تصبح الظروف مؤاتية، وبالتالي، هناك بحث مستفيض يجري باستمرار بينهما حول الملف اللبناني من جوانبه كافة.