IMLebanon

جنبلاط يُقنع برّي والجنرال عون إلى بعبدا!

 

 

سقَط رئيس النظام السوري بشار الأسد وفرّ إلى روسيا، تاركاً ضباطه وأقاربه وحلفاءه في حالة من الذهول. في سوريا بايع الموجودون الحاكم الجديد الموقّت أحمد الشّرع، وفي لبنان رجم حلفاء النظام بشار الأسد وعددوا ارتكاباته وجرائمه، مُعترفين بصمتهم ما يقارب العشرين عاماً تحت حجج كثيرة. قلة من الحلفاء لم تقل كلمة سوء في بشار لعلّ أبرزهم ثلاثة: رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود، ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية. الثلاثة اتبعوا سياسة الصمت، غير أن فرنجية انسحب من المعركة الرئاسية بانتظار ما ستؤول إليه الأمور. مقرّبون من بنشعي وفي لقاءاتهم الدورية مع فرنجية لمسوا دعماً زغرتاوياً واضحاً لانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، في إشارة واضحة إلى اقتناع فرنجية بانعدام حظوظه ولقطع الطريق على من يُعتبرون أعداء النظام السوري في لبنان.

 

بدوره بري لم يُبدِ رفضاً لانتخاب قائد الجيش في لقائه أمس مع رئيس “الحزب الإشتراكي” السابق وليد جنبلاط، حيث عمل جنبلاط على إقناعه بضرورة القبول بجوزيف عون غير المحسوب على أي فريق معارض لسياسة الثنائي الشيعي. وفي معلومات خاصة فإن بري سيترك ورقة العماد عون “الأرنب” الأخير في الـ 48 ساعة الأخيرة، واشترط للسير به موقفاً واضحاً من دعم المقاومة وحمايتها في وجه إسرائيل، الأمر الذي اعتبره جنبلاط بديهياً باعتبار أن من نسّق مع “حزب الله” طيلة فترة وجوده في قيادة الجيش لن يطعنه في ظهره، لكن، وبحسب المصادر أيضاً، فما كان قبل اتفاق “حرب الإسناد” لن يكون بعده، والـ 1701 سيطبّق، والتغييرات السورية سترخي بثقلها على الداخل اللبناني.

في السياق وفي معلومات خاصة فإن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع يشترط برنامجاً رئاسياً واضحاً للقبول بالعماد عون، وهو لن يرضى بأن يكون الرئيس الجديد داعماً للمقاومة أو متعاطفاً معها، بل يريده أن يبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وأن يحصر السلاح بيد الشرعية، وهنا تبرز العقدة، فما يُرضي بري لا يُرضي جعجع والعكس صحيح أيضاً. أما في حال وُجد من يحبك التعبير الصحيح ويدوّر الزوايا قد نصل إلى انتخاب رئيس جديد في الشهر المقبل. على الضفة الأُخرى لا يزال رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل رافضاً انتخاب جوزيف عون، ويسوّق في مجالسه الخاصة بأن لا أمل للقائد وبأن المرحلة المقبلة تتطلب رئيساً توافقياً.

سنّياً، الأمور مفتوحة على الاحتمالات كافة خصوصاً أن أحداث سوريا أعادت خلط الأوراق وتبعثر الأولويات بالنسبة إلى العديد من زعماء الطائفة السنية في لبنان. وإذا كان صحيحاً بأن بري قد رفع الحظر عن وصول الجنرال عون إلى بعبدا، فإن التوافق المسيحي الأكبر بين حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” بالإضافة إلى أصوات النواب الدروز وقسم كبير من النواب السنة، سيوصل الجنرال جوزيف عون إلى بعبدا، وسيصعّب مهمة باسيل أكثر فأكثر في منع وصول من يذكّر العونيين بقائدهم التاريخي.