IMLebanon

جنبلاط مُثقَل بالهَمّ الدرزي ومتغيّرات المنطقة

 

لوحظ أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، بدأ يطلق تغريدات ومواقف يُستدلّ منها أنها رسائل لخصومه في الداخل والخارج، وهذه المواقف التي بدأ يسلكها مبنية على بعض الإستحقاقات الماضية والمرتقبة في وقت ليس ببعيد، إن على صعيد البيت الدرزي وما يحفل به من خلافات، إلى الوضع في البلد بشكل عام من تحوّلات مرتقبة بعد تشكيل الحكومة والتسوية التي جاءت بها فرنسياً وإيرانياً.

 

فعلى الصعيد الدرزي، ثمة معلومات، بأن ما أطلقه جنبلاط في الأيام الماضية من إشارات، إنما هي كالردّ المباشر على موقف رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال إرسلان، الذي انتقد جنبلاط بشدة، وإن لم يسمه، على خلفية تزكية الشيخ سامي أبو المنى شيخاً للعقل لطائفة الموحّدين الدروز، ما أعاد الأمور إلى المربّع الأول من الخلافات والتباينات، وينقل وفق أجواء عليمة في هذا الإطار، بأن الخلاف بين خلدة والمختارة حرّك الهيئة الروحية والمشايخ، إذ تُعقد لقاءات في معظم الخلوات الدرزية من أجل عدم العودة إلى الماضي حول نظام المشيختين، أو تفاعل الخلاف بين جنبلاط وإرسلان وانعكاسه على استقرار الجبل، وبالتالي، ثمة ترقّب للدور الذي يقوم به رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير الأسبق وئام وهاب، الذي التقى في الأيام القليلة الماضية بالشيخ أنور الصايغ، إلى كبار المشايخ في الشوف وعاليه، ويستمر في مساعيه ولقاءاته بعيداً عن الأضواء والإعلام، مع التذكير بأنه كان «عرّاب» لقاء خلدة، بعدما سبق وتمنى على جنبلاط أن يحصل هذا اللقاء، فقبل الأخير، ومن هذا المنطلق، ليس مستبعداً أن يدعو وهاب إلى لقاء آخر، أو أقلّه أن يعمل على تدوير الزوايا حفاظاً على وحدة الصف الدرزي، وعدم زجّ أبناء طائفة الموحّدين الدروز في أي خلاف سياسي بين هذا المسؤول وذاك أو هذه المرجعية وتلك.

 

وفي سياق آخر، فإن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، يسعى في هذه المرحلة وفق الدائرة المقرّبة منه إلى إيلاء الشأنين الإقتصادي والمعيشي الأولوية المطلقة، من خلال حركة يقوم بها بعض القياديين وموفدين لجنبلاط إلى دول الإغتراب، من أجل توفير مستلزمات الصمود الإجتماعي، والتركيز على القطاعين الطبي والتربوي.

 

وتتحدّث معلومات في هذا السياق، عن أن سيد المختارة سيترأس خلال الأيام القليلة المقبلة الجمعية العامة للحزب التقدمي الإشتراكي، وتشكيل مجلس قيادي جديد بعد انتهاء المؤتمرات المناطقية التي باتت في لمساتها الأخيرة، والتي أشرف عليها مفوّض الداخلية في الحزب هشام ناصر الدين وأمين السرّ العام ظافر ناصر، وقد ووجهوا بمداخلات في أكثر من منطقة لا تخلو من الحدّة تدعو إلى إعادة الحزب إلى روحية مؤسّسه الراحل كمال جنبلاط، بعدما بلغ الفساد ذروته، بمعنى أنه يجب تصحيح المسار الحزبي، وبناء عليه، فإن جنبلاط أدرك حجم التململ في صفوف محازبيه وأنصاره، ولذا، ستكون هناك مفاجآت في الحزب وعلى صعيد الترشيحات للإنتخابات النيابية القادمة، بحيث يجري الحديث عن وجوه جديدة وشابة ستخوض باسم الحزب الإنتخابات النيابية المقبلة.

 

وأخيراً، فإن الزعيم الجنبلاطي يوازن في هذه المرحلة بين الهَمّ الدرزي، والحملات التي يتعرّض لها، لما خلّفته قضية مشيخة العقل من تداعيات على صعيد الساحة الدرزية وارتفاع منسوب خلافه وإرسلان، كذلك على صعيد التحوّلات في المنطقة، والتي شكّلت له «نقزة» كبيرة بعد إعادة تجديد ولاية الرئيس السوري بشار الأسد إلى التسوية الفرنسية ـ الإيرانية، بمعنى أنه يقرأ حجم هذه المتغيّرات وثقلها على دوره وموقعه السياسي، وصولاً إلى الهَمّ الإقتصادي والمعيشي في الجبل، والواقع الإنتخابي الذي يأتي في غاية الصعوبة جرّاء هذه التحوّلات والمتغيّرات.