IMLebanon

جنبلاط مُرتاح درزياً … وقلق سياسياً ومعيشياً وأمنياً

 

 

استأثر حراك رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، باهتمام لافت من خلال جولاته على الرؤساء وكبار المسؤولين، على خلفية استشعاره بمخاطر المرحلة الراهنة، وربطاً بما جرى في الطيّونة وعين الرمانة من تطوّرات دراماتيكية بالغة الخطورة، يتوقعها في أي توقيت، نظراً لواقع الأرض والإحتقان السياسي السائد في البلد، في حال لم تقدم القوى السياسية، لا سيما المعنية منها، على ولوج التهدئة والحوار.

 

ومن هنا، لوحظ أن جنبلاط كان مُستاءً ومُتعباً، وبدا قلقاً مثخناً بالهواجس، وهذا ما عبّر عنه أمام المحيطين والمقرّبين منه، إذ أفاض بالكثير من الأجواء والمعطيات التي تدفعه إلى هذا القلق والمخاوف من ذهاب البلد إلى ما لا يحمد عقباه، في حين خرج من لقائه مع صديقه رئيس المجلس النيابي نبيه بري مرتاحاً، يقول المقربون منه، بعدما لمس مدى حكمة رئيس المجلس لقطع الطريق على أي فتنة قد تطلّ برأسها، بالرغم من كل ما جرى، في وقت علم أن لقاءه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي تمحور حول ضرورة عودة الحكومة للإجتماع وتجنّب فرطها أو إنقسامها، لا سيما أن الظروف الإقتصادية والمعيشية تستدعي المعالجات الفورية، وتبيّن بما لا يقبل الشكّ أنهّ وبعد التوصل إلى المخرج الملائم والتوافقي بين المعنيين، ستعاود الحكومة اجتماعاتها في وقت ليس ببعيد، بحيث ثمة معلومات عن لقاءات مكثّفة تجري لهذه الغاية من أجل التوصل إلى حلّ خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

وبالعودة إلى الهواجس التي تحيط بسيد المختارة، فهو انطلق من التهدئة على الساحة الدرزية، بحسب المقربين منه، والتي جاءت بمبادرة من رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير الأسبق وئام وهاب، حيث تمكّن مع جنبلاط من إنجاز مصالحة كفرحيم وترسيخ التهدئة على الساحة الدرزية، بمعزل عن التباينات السياسية، وبالتالي، تشير الأجواء إلى أن وهاب ما زال يقوم باتصالاته ومشاوراته، إن مع النائب طلال إرسلان او مع كبار المشايخ للحفاظ على وحدة الصف الدرزي، وتثبيت أجواء الإستقرار في الجبل بين سائر مكوّناته السياسية والروحية، وبناء عليه، فإن رئيس الحزب التقدمي، مطمئن إلى تفهّم وإدراك الجميع من قيادات الجبل لضرورة الحفاظ على الأمن والهدوء، ولكن ما يجري على الساحة الداخلية سياسياً وأمنياً واقتصادياً يشكّل له «نقزة»، يضيف المقربون، لا سيما على المسار الحياتي والمعيشي، وثمة خلية أزمة لدى الحزب التقدمي الإشتراكي والقيادات الدرزية الأخرى كالوزير وهاب، يتابعون ويواكبون شؤون وشجون الناس، لا سيما على أبواب الشتاء والحاجة الماسة لمستلزمات التدفئة في الجبل وفي المدارس.

 

وفي سياق متصل، لا تستبعد المصادر المقربة من جنبلاط ، ووفق ما يجري تسريبه من الدائرة الضيقة المحيطة به، رفع منسوب تحرّكاته ولقاءاته باتجاه كل الأطراف السياسية، إن على خط رئيس الجمهورية ميشال عون أو رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بحيث هناك مشاورات جرت عبر قنوات معيّنة، إذ كانت أحداث الطيّونة العنوان الأبرز لهذا التواصل، وربما يصار إلى توسيع مروحة هذه اللقاءات في الأيام المقبلة، على أكثر من عنوان سياسي واقتصادي، وصولاً إلى الإنتخابات النيابية، والتي، وحتى الآن، لم تكن ضمن هواجس أو أجندة جنبلاط، الذي يركّز في هذه المرحلة على الحوار وعدم العودة إلى الحروب العبثية، وهو الذي له تجربته وخبرته ودوره في حقبات ماضية، ويدرك انها لن تصل إلى نتيجة على الإطلاق، وبمعنى آخر أن الموضوع الإنتخابي لدى جنبلاط منفصل كلياً عن حركته السياسية الجارية اليوم، والمحصورة فقط بالسعي للتهدئة، بمعزل عن مكاسب إنتخابية وشعبوية، وتحديداً في هذه المرحلة الأخطر التي يمر بها لبنان.