تستعدّ دائرة بعبدا لخوض المنازلة الإنتخابية الكبرى خصوصاً بين فريقَي «حزب الله» – «التيار الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية» – «التقدمي الإشتراكي».
يخوض الحزب «الإشتراكي» معركة مهمة ومصيرية، ففي انتخابات 2018 نالت لائحة تحالف «القوات» والحزب «الإشتراكي» 26500 صوت تفضيلي، وحلّ الأول على اللائحة مرشّح «القوات» بيار بو عاصي الذي حصد 13498 صوتاً تفضيلياً، في حين نال مرشح «الإشتراكي» هادي أبو الحسن 11844 صوتاً تفضيلياً وحلّ الثاني على اللائحة والأول درزياً في بعبدا.
والجدير ذكره أنه انتخب في بعبدا 77819 مقترعاً وكان الحاصل الأوّلي 12967 صوتاً، وبعد عدم تمكن لائحة «سوا لبعبدا» و»كلنا وطني» من الوصول للحاصل الأوّلي بات الحاصل الذي تمّ على أساسه تقسيم المقاعد 11210 أصوات، وبالتالي فاز تحالف «القوات» و»الإشتراكي» بمقعدين ذهبا إلى أبو عاصي وأبو الحسن.
وما بات واضحاً بالنسبة إلى انتخابات دائرة بعبدا التي تضم 6 مقاعد: 3 موارنة و2 شيعة ومقعد درزي واحد هو تحالف كل من «القوات» و»الإشتراكي» و»الوطنيين الأحرار»، الذي سيترشّح رئيسه كميل شمعون في بعبدا بغية إعطاء زخم للائحة السيادية ومن أجل محاولة كسب مقعد ماروني ثانٍ بعد تراجع قدرة «التيار الوطني الحرّ» الإنتخابية.
وفي السياق، فإن رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط يخوض معركة مصيرية، وقد تكون هذه الإنتخابات الأصعب عليه بعدما قرّر «حزب الله» قضم المقاعد الدرزية وتحجيمها، وبالطبع فإن جنبلاط الذي قد يخسر مقعد بيروت وأحد مقاعد الشوف الدرزية ومقعد عاليه الذي يتركه لرئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال إرسلان، سيخوض معركة شرسة في بعبدا من أجل الحفاظ على المقعد الدرزي الذي استردّه من «التيار الوطني الحر» و»الممانعة» بعدما خسره في انتخابات 2009 التي جرت على أساس قانون القضاء.
وإذا كان «الإشتراكي» مرتاحاً لتحالفه مع «القوات» والذي سيساعده في الحفاظ على مقعده الدرزي، إلا أن الحذر يبقى سيد الموقف، إذ إن الثقل الشيعي في بعبدا وفقدان الأمل من القدرة على إنجاح مرشح عوني ثانٍ إلى جانب النائب ألان عون، قد يجعلان «الحزب» يمدّ حليفه الدرزي على لائحته بعدد من الأصوات التفضيلية في محاولة لإسقاط مرشّح جنبلاط.
يعلم جنبلاط أن وضعية «القوات» في بعبدا والدوائر المسيحية والمختلطة ثابتة وخصوصاً بعد غزوة عين الرمانة ومحاولة تطويق «القوات» والإنقضاض على رئيسها الدكتور سمير جعجع، ومع ذلك يبقى جنبلاط على أشدّ الإستعداد لخوض معركة بعبدا لأنّ النوم على حرير قد يُخسّره المقعد الدرزي الثمين الذي هو بأمسّ الحاجة إليه.
ومن جهة أخرى، فإن الإستنفار هو سمة الماكينة الإنتخابية للحزب «الإشتراكي»، خصوصاً أن «حزب الله» والتيار العوني لا يحاربانه مباشرةً بل هناك اختراق للساحة الدرزية عبر بعض الشخصيات وعلى رأسها إرسلان ورئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب.
كلّ معركة على مقعد درزي بالنسبة إلى جنبلاط هي «أمّ المعارك»، وبالتالي فهو لا يتّكل على قوّة حليفه المسيحي فقط، أي «القوات»، بل يتحضّر لورشة عمل لكي لا يُقزّم في ساحته الدرزية ويخسر مقاعد من السهل الحفاظ عليها مثل مقعد بعبدا الدرزي.