Site icon IMLebanon

جنبلاط يُنسّق مع خصومه درزياً.. ويتواصل مع القواعد الحريريّة

 

 

استرعى الحراك الجنبلاطي باتجاه القيادات الدرزية التي هي في خصومة سياسية معه باهتمام لافت، لا سيما أنها تزامنت مع اقتراب موعد الإنتخابات النيابية. وهنا، تكشف أوساط سياسية متابعة لهذا الحراك وللمسار الذي ينتهجه جنبلاط، أنه يأتي في ظروف بالغة الأهمية، وفي ظل قلق وهواجس حيال ما يحصل من حرب في أوروبا، إلى ما بلغه الوضع الداخلي من تردٍّ غير مسبوق. ويشار، وفق الأوساط المتابعة، إلى أن هذا التلاقي الدرزي ـ الدرزي يهدف إلى تحصين الساحة الدرزية والجبل بشكل عام، في مواجهة الأعباء الإقتصادية والإجتماعية، وهو ما تم التوافق عليه في اللقاءات الأخيرة مع المشايخ والمعنيين على الساحة الدرزية.

 

وبالعودة إلى لقاء كليمنصو، الذي جمع النائب طلال إرسلان وجنبلاط، فإنه صبّ في هذه الخانة، أي إرساء التوافق الدرزي ـ الدرزي بمعزل عن الإنتخابات والتحالفات السياسية والإنتخابية، أما وفي خضم هذه الأجواء من الحرب في أوكرانيا إلى الداخل اللبناني، تشير المصادر، إلى أن رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» يتعاطى مع هذا الملف، أي الحرب الدائرة حالياً، بشكل متوازن محافظاً على علاقاته التاريخية بموكسو، وهو الذي كان قد زارها منذ فترة ليست بعيدة والتقى كبار المسؤولين فيها، وينقل بأن أحد أبرز المقرّبين من جنبلاط والذي يعتبر مسؤولاً عن الملف الروسي، ينقل بشكل دائم موقفه إلى القيادة الروسية، وفي المقابل، فإن دعوته للتضامن مع كييف إنما جاءت من منطلق إنساني، ومن باب الوفاء لعدد الخرّيجين الكبير من الحزب التقدمي من جامعة كييف الشهيرة.

 

لذلك، وأمام هذه الحرب وما يجري في المنطقة من أزمات وتطوّرات، ينقل بأن جنبلاط لديه هواجس كبيرة من أن تؤدي هذه المتغيّرات إلى ارتدادات مقلقة على صعيد الوضع الإقتصادي في الداخل، متوقعاً استفحال الأزمات المعيشية، وهذا ما يحاول أن يقوم به عبر التركيز على المساعدات الإجتماعية، وتحديداً الطبية لتأمين مستلزمات الصمود للناس، وهذه المسألة كانت مدار بحث عميق في كل ما يتعلّق بالمؤسّسات الصحية في الجبل، بينما وعلى خط آخر وتحديدا المسار الإنتخابي، فإن جنبلاط يسعى لتجنّب أي إشكالات أو خضّات في الجبل، إن على خلفية الإنتخابات أو في إطار التصعيد السياسي، محاولاً تنظيم الخلافات مع الخصوم درءاً لأي أحداث، ولهذه الغاية هناك تنسيق دائم وتواصل مع قيادة الجيش والقوى الأمنية، والتأكيد على رفع الغطاء عن أي كان ومن يحاول زعزعة هذا الإستقرار.

 

ويبقى وفق المعلومات، أن هناك تنسيقاً يجري بعيداً عن الأضواء بين جنبلاط وقيادات سنّية بارزة مقرّبة جداً من القاعدة الحريرية، تتمحور حول الحفاظ على العلاقة التي كانت قائمة بين «الإشتراكي» و»المستقبل»، وتجنّب دخول قوى أخرى إلى هذه المناطق في السياسة وفي المال، بعدما بدأ القلق يعتري جنبلاط في إقليم الخروب والساحل وبيروت والبقاع، ويتوقع وخلال الأيام القليلة القادمة، بأن تتوضح الصورة من خلال الإتصالات الجارية مع هذه القوى، أكان على صعيد التنسيق السياسي أو الإنتخابي، خصوصاً أن هناك اتصالات مكثفة من أجل تشكيل لائحة إنتخابية في بيروت من الشخصيات المقرّبة من القواعد الحريرية، ومنهم من هم خارجها، بغية أن يكون مرشّح «الاشتراكي» عن المقعد الدرزي في العاصمة على هذه اللائحة.