Site icon IMLebanon

بين “صمت الإستياء” للبطريركية و”الامتعاض المعلن” لمعراب كلفة “إعادة التموضع” للمختارة

 

 

أن يُقال إن الوضع ليس على ما يُرام بين المختارة ومعراب، فالأمر ليس خبراً، أما أن يُقال إن الوضع ليس على ما يُرام بين المختارة وبكركي، فهذا هو الخبر.

 

«الأمانات» التي كان يحملها المطران موسى الحاج من الأراضي المقدسة، لم تكن لتثير التساؤلات لو لم يكن حجمها كبيراً، وسبب كِبَر هذا الحجم أن أكثر من «نصف الحمولة» هو لمواطنين دروز من دروزٍ في الأراضي المحتلة. وجهُ الغرابة هنا أن ينفض قادة دروز ورجال دين دروز لبنانيون أيديهم من هذه «الأمانات»، فهل حملها المطران الحاج من تلقاء نفسه؟

 

تغريدة زعيم المختارة في هذا الخصوص، كانت مدعاة استغراب ومدعاة استياء لدى البطريرك الماروني، وإن كان غبطته لا يُخرِج هذا الاستياء إلى العلن، لكنّ العارفين بطريقة مقاربته الملفات الحساسة، لا يتوانون عن القول إنه شعر بجرحٍ من حيث لا يتوقَّع.

 

حتى معراب لم تكن تتوقع موقف المختارة من القاضي فادي عقيقي، ولإنعاش الذاكرة فإن موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع من «قضية قبرشمون» كان صارماً. جعجع آنذاك بدا صلباً حيال تلك القضية فأعلن «أن كل المؤشرات تدل على أن هناك أموراً مشبوهة تحصل. التحقيق الأولي بدأ في شعبة المعلومات، والأجهزة الأمنية وافقت على التحقيقات، وهُم يعملون على تغيير التوصيف في الجريمة. لا يجوز اللعب بالقضاء والعدالة، وهذا الأمر مرفوض».

 

جعجع رفع السقف متسائلاً: «أيّهما من بين الجريمتين الأكثر إرهاباً، حادثة قبرشمون، أم ما فعله ميشال سماحة في نقل المتفجرات وقتل الناس؟ وهي الجريمة التي كان يتوجّب تحويلها على المجلس العدلي ولم يحصل ذلك. ما يحصل هو استنساب سياسي لا تطبيق قانون…».

 

السؤال اليوم: هل موقف جنبلاط اليوم، المتساهل في قضية المطران الحاج، يُقارن بالموقف الصلب للدكتور جعجع في قضية قبرشمون؟

 

الوضع ملتبس إلى أقصى درجات الإلتباس بين بكركي والمختارة من جهة، ومعراب والمختارة من جهة ثانية.

 

يحاول زعيم المختارة تعديل التموضع، فيعتبر أن الإبتعاد عن بكركي ومعراب «أقل كلفة» من استفزاز «حزب الله»، فينحاز إلى «منطق الحزب» بابتعاده عن منطق بكركي ومعراب، صحيح أنه انتقد موقف القوات من القاضي عقيقي، لكنه تجاهل الموقف المتشدد لبيان البطريركية المارونية عن القاضي عقيقي.

 

العارفون بكيفية تفكير البطريرك الراعي، يعتبرون أن الأمور لم تعد تُعالَج بمحاولة القول «تفهَّموا موقف وليد» (وهذا ما حصل عملياً، إذ بادر سياسي قريب من جنبلاط، إلى إيصال رسالة مفادها أن تغريدة جنبلاط لم يكن المقصود منها البطريرك)، فالسؤال هنا: لماذا يجب تفهّم ما يقوله جنبلاط، حتى ولو كان غير مناسب، فيما لا يُقدِم زعيم المختارة على تفهُّم موقف الآخرين؟