لا يوجد مراقب سياسي واحد يتوقع أن يتحول النواب معارضو حزب الله وحلفائه إلى تكتل نيابي طبيعي واسع، قادر على أن تكون له الكلمة الحسم في تحديد مصير المعركة الانتخابية الرئاسية.
وفي المقابل يبدو متعذّراً الرهان، منذ اليوم، على أن يكون الحزب وحلفاؤه قادرين على الحسم.
من هنا يبدو أن جوّاً من الضباب الكثيف يحوط بالاستحقاق الرئاسي، باستثناء المفصل السلبي فيه، إذ في مقدور كل من الجانبين أن يعطل إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، ولكنه غير قادر على المزيد في المرحلة الراهنة على الأقل.
وحتى هذه اللحظة لا يمكن الجزم بما سيكون عليه موقف الوزير وليد جنبلاط من الانتخابات الرئاسية، وما هو المدى الذي قد يذهب إليه زعيم المختارة في حواره مع حزب الله، وهو صاحب المبادرة في الدعوة إلى هذا الحوار.
يذهب محلّلون سياسيون إلى ترداد الكلام حول «انتانات» البيك الجنبلاطي، وأنه يتجه إلى انعطافة جديدة انطلاقاً من قراءته التطورات والمستجدات، في الداخل والإقليم، التي من شأنها أن تعطي إيران وحلفاءها اللبنانيين والإقليميين أفضلية في الصراع الناشب في هذه المنطقة، إضافة إلى أن الانعطافات هي جزء من مسيرة الرجل.
ومن دون الاعتراض على هذا الرأي فإن ثمة مراقبين كثيرين يرون أن رئيس الاشتراكي لا يجد نفسه بين أفرقاء المعارضة الجدد «الذين ليس ما يجمع بينهم سوى علاقات مشكوك في صلابتها، بالرغم من التزامهم إيحاءات مايسترو خارجي»، على حد ما قال لنا الديبلوماسي الأوروبي الغربي، عاشق لبنان، الذي يتابع قارئ «شروق وغروب» آراءه، بين وقت وآخر، في هذه الزاوية.
ولا يستبعد هذا الديبلوماسي أن يكون جنبلاط غير مقتنع
بـ «تغييريين» وبـ «سياديين»، سبق له أن خبرهم وعجنهم. كما لا يستبعد أن يفشل المايسترو في توحيد صفوفهم، خصوصاً أن الطامحين بينهم إلى الرئاسة أخذوا يقدمون أنفسهم بأسلوب أو بآخر، مع أن لا انتخابات رئاسية ولا مَن يترأّسون.