Site icon IMLebanon

جنبلاط أنقذ السراي من هجمة بكركي 

 

بعد «ويك اند» عاصف بزوابع طائفية ومذهبية امتدت من الجنوب الى الشمال، سحب مجلس الوزراء فتيل فتنة ثمة من اراد احداثها مع وقف التنفيذ، فاعاد عقارب الساعة اللبنانية الى الدوران في المدار العالمي، فسلمت الجرة بعدما كبتت نار الازمة تحت رماد الفتنة.

 

فبين عاصفة عدم تأخير الساعة، في بلد كل شي راكض فيه لورا، وانفجار غضب العسكريين المتقاعدين المؤجل، سراي ورئيس حكومة تصريف أعمال، يبحث عن دور، يحفظ له كرسيا إلى طاولة العهد الجديد، ليخضع في الحالة الأولى «لإملاء ابو مصطفى» لايام، وفق ما ظهر في الفيديو المسرب عمدا، وفي الثانية ظهر نفسه لا حول ولا قوة له، مختبئا تحت عباءة قرار القيادة العسكرية بحماية المقرات الرسمية،ومنها القصر الحكومي،فاجل جلسة لزوم ما لا يلزم في ظل العجز عن الوفاء باي من حقوق الموظفين.

 

غير أن رياح «الميقاتي» سارت بعكس ما تشتهي قواربه، بعدما تمرد المسيحيون على القرار، وتوحدوا حول رفض الخضوع لمعادلة الـ «ب-م»،وقادت بكركي دفة الهجوم المضاد، الذي انتهى الى مفاوضات ليلية قادها بيك المختارة الذي التقطت انتيناته ما هو ابعد من مسالة «ساعة»، فنجح بتسويق مخرجه، واقناع رئيس حكومة تصريف الاعمال «بمسح المشكل بدقنه»، وتعديل القرار عبر جلسة لمجلس الوزراء قيل ان عنوانها الوحيد كان سيكون التوقيت الصيفي.

 

وتكشف مصادر واكبت الاتصالات الليلية، ان الشحن الطائفي الذي بلغ ذروته مع ساعات المساء عبر التهديدات التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مستهدفة مؤسسات مسيحية، دفع بالمعنيين الى التحرك عبر اكثر من صعيد، ومنها المرجعيات الدينية الاسلامية التي لم تعارض الامر، طالما انه وفقا للشرع فان الصيام يرتبط «بضوء النهار لا بالساعة»، وهو ما اثمر اتفاقا على عقد جلسة لمجلس الوزراء تحفظ ماء وجه الجميع،بعدما باتت سمعة البلد في الخارج»مسخرة».

 

وتتابع المصادر ان اشتباكات «الساعة» ليس بحدث منفصل، بل ان الخطوة أتت في سياق حلقة من الأحداث المتتالية بدأت منذ اسبوع فيما ثمة من يحاول نزع الالغام ومنع الانفجار، من انهيار الليرة القياسي في ساعات، الى حراك العسكريين المتقاعدين وما كانوا ينوون تنفيذه، مرورا بصاعق اضراب اوجيرو الذي اوقف الانترنت لساعات،قيل انها «بروفا» لما هو اكبر، ومحاولة ربط كل ذلك بزيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركية الى بيروت، هي المتحمسة «لمشكل في الشارع»، خصوصا بعد موقف صندوق النقد الدولي الذي جاء على طبق من فضة.

 

ورات المصادر ان ثمة من جر رئيس الحكومة الى المحظور الطائفي عن قصد، و»طلعه عالشجرة» التي لولا «ابو تيمور» لما نزل عنها، بعدما حول الخلاف في البلد الى صراع مسيحي-اسلامي، واخطر ما فيه هذه المرة التفاف المسيحيين وخوضهم المعركة تحت راية الكنيسة، «رايحين عالمعركة للآخر»، وهو ما دفع بالفريق الاخر الى التراجع.

 

واشارت المصادر الى ان رئيس الحكومة خسر الجولة هذه المرة امام صهر الرابية، الذي ربح المواجهة في الشكل، بعد كلامه التصعيدي ولهجته غير المعهودة، ليومين متتالين، مضيفة ان السراي، ورغم «الهزيمة» التي الحقت به، الا انه خرج نصف رابح،اذ انه نجح في تطيير تحرك العسكريين المتقاعدين الذي كان مقررا بالامس، بعدما اعلن تاجيل جلسة الحكومة، بعد اتصالات، ليعود ويعلن خلال الساعات الماضية عن جلسة ببند وحيد، فكانت «بلفته» التي مرت وحققت جزءا من اهدافه.

 

وختمت المصادر بالتاكيد ان خلف ما حصل قطبة مخفية، قد لا تكتشف الان، الا ان المسالة ابعد من كل ما قيل خلال الايام الماضية ،كيف تورط الرئيس ميقاتي في هكذا مشروع، ام هو «جنون العظمة» وفقا لمرجعية روحية مسيحية،جعله بعد نجاحه في تمرير جلسات حكومية، بالانتشاء بهذا النصر غير آبه بتداعيات ما تجني يداه من مخالفات دستورية وميثاقية.