«وليد جنبلاط موجوع، صدمه خروج بهيج أبو حمزة إلى الحريّة بالأمس، بعدما أبقاه بضغوطه معتقلاً بريئاً خلف القضبان»…
قبل أن يَصعقه قرار تخلية الشيخ بهيج، ويُطيّر فرحته بلقاء «صديقه القديم» الرئيس فرانسوا هولاند، كان النائب وليد جنبلاط يتسلّى بالتعليق على أصدقاء الرئيس دونالد ترامب في لبنان، وعن «أنّ لبنان بغنى عن القرار 1559 وما جلب من ويلات على البلاد»!! للأسف تجاهل البيْك أو خانته الذّاكرة في تعليقه أنّ القرار 1559 كان السبب الرئيسي في خروج جيش الاحتلال السوري من لبنان بُعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حتى الجزّار بشّار الأسد أعلن في خطابه الشهير في مجلس الشعب السوري في آذار العام 2005 «انسحاب الجيش السوري استجابة للقرار 1559 في ما يتعلّق بسوريا»!!
ما فعله وليد جنبلاط بالشيخ بهيج أبو حمزة وعائلته وانقلابه عليه، يشبه موقفه من القرار 1559 و»انقلاباته» على نفسه كلّما هبّت ريح التغيير، هناك ملفّ وتاريخ طويل عريض من الانقلابات السياسيّة وأحاديثه «ضرورة قراءة التحولات الدولية» ويعتبر نفسه «سيّد قراءة رادارات التغيير»، اليوم يفهم الشعب اللبناني أنّ ما يراه جنبلاط من التحوّلات الدوليّة هو مصلحته الشخصيّة، وهنا لا بدّ من التذكير بما قاله وليد جنبلاط للبنانيّين يوم الأحد 5 كانون الأول 2004 الذكرى «لم نعد وحدنا في العالم إنما المطلوب هو الصمود كل واحد منكم مليون وأكثر»، وانظروا إلى انقلاباته بعد ذلك الخطاب الشهير!
وهنا جردة صغيرة «بتحوّلات» وليد بيْك التي لم تعد تفاجىء اللبنانيّين بعد بضعة أشهر اقتضت مصلحة البيْك الإنتخابيّة و»التحالف الرباعي» أن يخطب يوم الأربعاء 25 أيار 2005 مهرجان التحرير في بنت جبيل غامزاً من قناة القرار 1559 تحت مسمّى «القرارات الدولية المشبوهة»، في ذلك المهرجان هدّد السيّد حسن نصرالله اللبنانيين «بقطع اليد التي تمتد لسلاح حزبه»، وفي 3 أيلول من العام 2006 غيّر البيْك موقفه فاعتبر «حرب حزب الله أدخلت لبنان في المجهول الذي يعطي المال والسلاح هو الذي يعطي الأمر»، مع أنّ سلاح حزب الله تجلّى إيرانيّاً منذ 8 آذار العام 2005.
تحوّلات وليد جنبلاط من القرار 1559 تتطابق مع تقلّباته من سلاح حزب الله، في العام 2010 اعتبر جنبلاط القرار 1559 بمثابة انتداب سياسي وأمني للبنان، وجاء بالويلات على لبنان وهو كان فاتحة الاغتيالات السياسية، وكان المطلوب بالفعل توتير الوضع في لبنان لتمرير فتات وبقايا تسوية إقليمية في فلسطين عنوانها الاول يهودية الدولة الاسرائيلية وتهجير عرب 1948»، ثمّ أمام المحكمة الدوليّة في 4 أيار من العام 2015 ربط جنبلاط بين صدور القرار 1559 وبين التمديد للحود، وقال: «لم يكن ليصدر القرار لو لم يحدث التمديد»، «حيّرتنا يا بيْك».. حتى الساعة لم يذكر دونالد ترامب لبنان على لسانه، وخمسين ألف صديق لصفحة على الفايسبوك لن يصنعوا سياسة أميركا في لبنان، إلا إذا كان البيْك خائفاً على الجمهوريّة الإيرانيّة من سياسة ترامب!!
ذات أربعاء من تشرين الثاني 2007 قال وليد جنبلاط للبنانيّين «ليحصل التعايش بين الجيش اللبناني وجيش حزب الله الى أن تأتي الظروف الدولية والاقليمية لنجد حلاً لمسألة السلاح، لكن الى حين ايجاد الحل»، قبلها كان البيْك قد هاجم سلاح الحزب يوم السبت 14 كانون الثاني 2006 «نحن أقوى من السلاح الذي يمتلكونه سلاح الغدر وأقوى من السلاح الذي يدعون أنّه للتحرير»، وردّ عليه حزب الله ببيان جاء فيه «أيها اللبنانيون لو تجسّد الغدر رجلاً في هذا الزمن الرديء لكان اسمه وليد جنبلاط»، «النّاس عندها ذاكرة» إحترم ذاكرتنا خصوصاً أنّ الانتخابات مقبلة وأنت أكبر الخائفين من نتائجها!