IMLebanon

وليد جنبلاط «إعتذر» و»إعتزل»

ميرفت سيوفي – وليد جنبلاط «إعتذر» و»إعتزل»

هذه الأزمة التي كادت تطيح بلبنان مساء الأحد الماضي هي»اختراع» وليد جنبلاط بامتياز و»فتنة النفايات» التي أهداها للبنانيين، هو «راكب موجة» النفايات منذ السابع عشر من تموز الماضي، إلا أن حسابات حقل «مطمر الناعمة» لم تطابق «بيدر» مشروع الشراكة بين رياض الأسعد «الفائز» بحصة نفايات الشوف في فضّ عروض شركات جمع النفايات بالأمس، فالرجل الذي أعلن في 29 تموز الماضي أنّه «سحب يده من أي عمل استثماري يتعلق بالنفايات، مشيرًا الى أنه كان هناك احتمال بأن يدخل ولداه تيمور وأصلان في شراكة مع رياض الاسعد»، كان يكذب على اللبنانيين، وهكذا سيضمن «البيك» حصة تيمور وأصلان من مكبات الشوف، في انتظار أن يؤمن لهما حصة من مطار رفيق الحريري الدولي، فعيْن «البيك» عليه فالبيك وتيمور زاراه في أسبوع واحد مرتيْن!!

والمضحك المبكي أنّ «بيك» المزايدات الكبرى، ظنّ أنّه بإمكانه الاستفاده من ركوب موجة «طلعت ريحتكم» ـ مع تحفّظي الشخصي على التحرّك برمته والشبهات التي تفوح من مجموعته المُنّظِمة ورعاتها ـ فإذا به يدخل البازار من باب «المزايدة» على وزير الداخليّة نهاد المشنوق، فقد فاجأ جنبلاط الجميع رجل «اللقاء الوطني» تارة و»اللقاء الديموقراطي» تارة أخرى بحسبما تقتضي رياح راداراته التي لا تكفّ عن «البرم» و»الشقلبة»، بتعليقه الصحافي: «كفانا كذب وزير الداخلية نهاد المشنوق وعليه أن يرحل»، ولا داعي هنا لنقرأ على «البيْك» تاريخه في الكذب الذي اعتاده اللبنانيون، والذي اكتشفته لاحقاً دول العالم والمنطقة فأسقطوه من حساباتهم، وإذا كان البعض يتساءل لماذا ركب جنبلاط موجة «طلعت ريحتكم» ثمّ عاد ودعا «جماعته» للانسحاب منها فالإجابة بسيطة: «بعبع البيك جماعة حزب الله»، ولأنه من «جبناء» المواقف السياسيّة تشدّق بـ»برفض التعرّض» للمتظاهرين ليل السبت واستقوى على وزير الداخليّة، ولأنّه «ما بيسترجي يحكي حرف» يستنكر فيه ما فُعلِ ببيروت مساء الأحد، فاكتفى بالانسحاب يجرّ أذيال «خوفه»!!

هذا هو وليد جنبلاط الذي نعرفه، منذ اغتيال والده كمال جنبلاط، هذا جنبلاط الذي «فشخ» فوق دماء أبيه أفلا «يفشخ» فوق دماء لبنان وشعبه من أجل مصالحه!! هذا هو وليد جنبلاط الذي حدثّنا عن «غشاوة» استقوائه بالسوري وبالجبهة الشعبية حتى انتهاء الحرب، وهذا هو جنبلاط الذي نعرفه «حوت» صندوق المهجرين في زمن الوصاية، وهذا هو جنبلاط الذي نعرفه الذي استغل أصوات الناخبين عام 2009 وانقلب عليها فور ظهور النتيجة، وهذا هو وليد جنبلاط الذي نعرفه والذي تحدّث قرفاً مشمئزاً عن بيروت في العام 2010 فقال: «بيروت التي يعرفها كمال جنبلاط، بيروت العروبة، بيروت فلسطين والحركة الوطنية، تغيّرت بمعالمها وباتت كلها شركات خاصة، فليبقَ أبي وحده في المختارة فبيروت ليست لنا»!!

وهذا هو أيضاً وليد جنبلاط الذي اتهم في العام 2010 «مليون ونصف لبناني نزلوا إلى ساحة الشهداء مطالبين باستقلال وحرية وطنهم وبلجنة تحقيق ومحكمة دوليّة بالانعزالية»، تعبت الموجات السياسيّة والابتزاز والمصالح الوطنيّة من وليد جنبلاط و»تُرّهاته»، آن للرّجل أن يعتذر للبنانيين جميعاً، وأن يعتزل «السياسة»، وهو حرٌّ في «توريث» بني معروف الكرام لولديْه تيمور وأصلان، ولكنّه ليس حرّاً أبداً في التطاول على وزير داخليّة نظيف الكفّ تعرفه بيروت وتعرف تاريخه تماماً مثلما تعرف تاريخ جنبلاط وهواجسه وخوفه وجبنه، على الأقل لم ننسَ بعد مؤتمره الصحافي الشهير الذي فتح أبواب جهنّم 7 أيار الوصاية الإيرانيّة!!

ولأن «وليد بيك» لا يحبّ أبو الطيب المتنبي، نستعير من المتنبي حكمته الشهيرة: «لكلِّ داءٍ دواءٌ يُستطبّ به/ إلا الحماقة أعيَتْ من يداويها»!!