IMLebanon

وليد جنبلاط.. «مليار ونيّف»

كم يساوي لبنان أمام قنبلة اللاجئين السوريّين بحسابات النائب وليد جنبلاط؟ بالأمس غرّد وليد جنبلاط محاضراً في اللبنانييّن بأنّه «يجب الحد من عاصفة الحقد والعنصرية تجاه اللاجئ السوري الذي يضيف على الاقتصاد المحلي حوالى مليار دولار ونيف» من دون أن تستوقفه «حقد وعنصريّة» اللاجئين السوريين تجاه لبنان واللبنانيّين الذين يتابعون احتقار هؤلاء لهم ولوطنهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي حتى بات حالنا معهم بعدما احتواهم لبنان لأكثر من ست سنوات «لا جزاءً ولا شكوراً»!!

مليار $ ونيّف، يعني أن الرأس من اللاجئين يتحمله لبنان بـ 500$ إذا قسمناها على مليوني نازح، نودّ أن نلفت وليد بيك أنّ هذه «الإضافة الإقتصاديّة» تقف على لبنان بخسارة ما دام «جنابه» لا يقيس الأمور إلا بالـ»$»، للمناسبة يا بيْك هذه الكارثة تكلّف لبنان خسائر بأضعاف هذا الرّقم، يا بيْك بحسب دراسة نشرتها جريدة النهار من العام 2013 أنّ البنى التحتية في لبنان تعاني ترهّلاً بسبب ضغط اللاجئين السوريين ويحتاج لبنان إلى مليار و200 ألف دولار لإعادة الخدمات العامة إلى مستواها قبل الأزمة السورية، وهذه الدراسة انطلقت من فرضيات عدة هي الآتية: سيصل عدد اللاجئين، في نهاية 2013 الى 1,3 مليون لاجئ. أما في نهاية سنة 2014، فيقدر عدد اللاجئين بـ1,6 مليون لاجئ (كمعدل وسطي لسيناريو الحد الأدنى وسيناريو الحد الأقصى). وتقتصر الفترة، موضوع دراسة الأثر، على 3 سنوات (2012 – 2013 – 2014).

وخلصت الدراسة الى ان كلفة إعادة الخدمات العامة في لبنان الى مستواها، الكمي والنوعي، الذي كانت عليه قبل النزاع في سوريا (يطلق عليها معدو الدراسة «كلفة تحقيق الاستقرار») بـ1 مليار و100 مليون دولار، «بسّ»، وعلى البيْك أن يأخذ في الاعتبار زيادة تكلفة اهتراء البنية التحتيّة بزيادة سنوات أربع.

لا نعرف ما إذا كان البيْك يتابع ما يُنشر عن أزمة اللاجئيْن السورييّن ومآسيها على اللبنانيّين، ومن المفيد أن يكون قد اطّلع بالأمس على استطلاع الرأي الذي أجرته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين نشرته النهار تحت عنوان  6% من اللاجئين السوريين مع العودة و8% ضدها و75% كتموا موقفهم، وأهمّ ما جاء فيها أنّ غالبية اللاجئين، رغم الأوضاع التي يعيشونها في لبنان، يفضلون البقاء فيه على الذهاب حالياً إلى سوريا، مع أن قسماً كبيراً من هؤلاء ينتمون إلى مناطق ومدن وقرى آمنة!! فما قول البيْك في هذا الاستطلاع؟!

وللمناسبة ورد على هامش الاستطلاع معلومات هامّة تفيد بأنّ «اللاجئين السوريين، بخلاف اللبنانيين، لا يصرحون عن دخلهم للضمان الاجتماعي ويحتفظون بنسبة 78% من أجورهم بعد احتساب إنفاقهم. وأنّه بحسب مسؤولة دولية، إن البنك الدولي يموّل في البقاع وعكار مشاريع لتوظيف اللاجئين، ما أثار غضب أبناء تلك المناطق وقاموا بتظاهرات، وحصلت اشتباكات بينهم وبين بعض اللاجئين العاملين».

يا بيْك، لبنان «بيسوى» مليارات العالم وقيمته عند شعبه أهمّ بكثير من «مليار ونيّف»، لو كلّفت خاطرك وفكّرت قليلاً باللبنانيّين ستجد أنّه إذا دفع كلّ مواطن لبناني مبلغ 250$ فإنّ حاصل هذا الرقم مضروب بأربعة ملايين لبناني هو مليار$ وهذا يعني نصف كلفة يزيدها اللاجىء السوري على الاقتصاد اللبناني، ويتسبب مقابلها بخسائر بالمليارات تقع على عاتق لبنان وشعبه!!

* «النَّيِّفُ بوزن الهَيِّن الزيادة يُخفف ويُشدد يقال عشرة ونيِف ومائة ونيِف وكل ما زاد على العَقْد فهو نيِف حتى يبلُغ العَقْد الثاني ونَيَّفَ فلان على السبعين أي زاد وأَنَافَ على الشيء أشرف عليه وأَنَافَتِ الدراهِم على المائة أي زادت.. ومعجم مختار الصحاح كتبه محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي، وكان قد اختصره عن تاج اللغة وصحاح العربية، أمّا تاج اللغة وصحاح العربية للإمام أبو نصر الجوهري. ويطلق على هذا المعجم اختصاراً اسم الصحاح أو الصحاح في اللغة».

ميرڤت سيوفي