هل يكون الأسبوع المقبل الموعد لبدء العد العكسي لوقف الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة، مع توجيه الوسطاء على خط المفاوضات لوقف النار وإطلاق الأسرى، إلى اجتماع يوم الخميس المقبل، من أجل استئناف عملية التفاوض؟ وفيما من المتوقع أن تعلن حركة حماس موقفها من هذه الدعوة، يكشف الناطق بإسمها في لبنان وليد كيلاني لـ “الديار” عن أن “عنوان هذه الدعوة هو البحث سيتناول المقترحات الأميركية أو المقاربة الأميركية للمنطقة، وحال الغليان التي قد تؤدي إلى حرب إقليمية، حيث تعتبر واشنطن ان وقف النار في غزة سيؤدي إلى تراجع منسوب التصعيد، ولذلك تسعى لإنجاز اتفاق على وقف الحرب وانسحاب جيش الإحتلال من غزة وإجراء صفقة تبادل، ولكن من دون أن يكون واضحاً ما إذا كانت هذه المقترحات تأخذ بعين الإعتبار الرد الذي قدمته الحركة ومطالبها، خصوصاً وأن النظرة الأميركية تعكس تجاهلاً تاماً لحق الشعب الفلسطيني، كما تجاهل للجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والإغتيالات التي نفذتها “إسرائيل” في غزة ولبنان والعراق وإيران واليمن وسوريا”.
وتحدث عن التطورات المرتبطة بالدعوة التي وجهها الوسطاء، مشيراً إلى “عدم جدية العدو في أي مفاوضات، رغم إعلانه الموافقة على استئناف المفاوضات، بعدما دعا وزير المالية “الإسرائيلي” نتنياهو إلى عدم التجاوب، وبأن أوان إنهاء الحرب لم يحن بعد، وهو ما يختصر النظرة “الإسرائيلية” بالنسبة للمفاوضات”.
وفي السياق نفسه وعلى صعيد موقف واشنطن، يلاحظ كيلاني أن “من يرسل الأساطيل إلى المنطقة وينشر قواته في المنطقة، ويدعم العدو الصهيوني بالتكنولوجيا الحديثة من القنابل المروعة لا يريد التفاوض، علماً أن مقترح الرئيس جو بايدن وقرار مجلس الأمن حول وقف الحرب قد مضى عليه أكثر من 77 يوماً، بمعنى أن هناك من استغل هذه الأيام وقام بجرائم في غزة والمنطقة، وما زال يرتكب بشكل يومي المجازر في غزة وفي الضفة الغربية، فالنوايا واضحة والعبرة تبقى بالتنفيذ وليس بالتصريح”.
وعن الإعتبارات التي ستبني عليها حماس في تحديد موقفها، يقول إن “الأمر يتطلب دراسة النقاط المطروحة للتفاوض، والإطلاع على مدى جدية واشنطن والعدو لوقف الحرب. علماً أن الإدارة الاميركية أعطت الضوء الأخضر للعدو لتنفيذ اغتيالاته في بيروت وطهران، حيث أن استطلاعات الرأي قد أكدت أن 65 بالمئة من “الإسرائيليين” يؤيدون حرب الإغتيالات، ولو أدت إلى عرقلة صفقة تبادل الأسرى، وهو ما يؤكد عدم الجدية في الوصول إلى اتفاق، لأنه لو كانت هناك جدية فإن الحركة ستواصل التفاوض، ولكن إذا كانت العملية تكراراً للمفاوضات السابقة، فسيكون للحركة موقفاً معاكساً”.
وعن التوقيت وراء هذه الدعوة الأميركية – المصرية – القطرية، يشير إلى أنه مرتبط “بالخشية من الرد الإيراني ومن رد حزب الله على اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر، ولذلك أتى هذا البيان المشترك من الأطراف الثلاثة لإرساء خارطة طريق جديدة، ولكن لا ثقة بأي طرح قبل ترجمته على أرض الواقع”.
وعن تواصل الحركة مع الوسيطين القطري والمصري، يؤكد أنه “مستمر، وإنما المشكلة بالموقفين الأميركي والإسرائيلي”.
وحول المقترحات الجدبدة، يوضح أنها “مبنية على اقتراح بايدن منذ شهرين، والذي يطرح وقفاً شاملاً لإطلاق النار وانسحاب العدو من قطاع غزة، إنما عندما طُرح علينا في المفاوضات كانت الصيغة مختلفة تماماً، لأننا لم نلمس فعلاً هذا التوجه في ضوء موقف نتنياهو، لأننا لا نريد أن نستمر بالتفاوض لسنوات”.
وعن الموقف “الإسرائيلي”، يلفت إلى أن “العدو أعلن أنه سيرسل وفداً، ولكن هذا لا يكفي لأن العبرة بأن تكون لديه نية للتنازل عن شروط وأهداف هذه الحرب والموافقة على شروط المقاومة، لأنه كان يريد استسلام المقاومة والشعب الفلسطيني، وهذا غير وارد نهائياً، وعلى الجميع أن يعلم أن المفتاح لوقف هذا التصعيد والغليان في المنطقة، هي في وقف العدوان الصهيوني على غزة”.
وعن الوفد المفاوض، يشير كيلاني إلى أن “الوفد المفاوض بعد استشهاد هنية سيواصل العملية برئاسة الدكتور خليل الحية، وهو كان في السابق يطلع القيادة على التطورات، وكان يحيى السنوار على اطلاع تام على كل مجريات التفاوض”.