الهدنة الإنسانيّة مُقدّمة لإنزال نتنياهو عن الشجرة… ومُبادرة أميركيّة تجاه القمّة
ساعات حاسمة تنتظر غزة، مع الإعلان عن هدنةٍ إنسانية لمدة أربع ساعات يومياً في الشمال من قبل البيت الأبيض، تمهيداً لهدنة لمدة 3 أيام، وفق ما هو متداول عشية القمة المرتقبة في الرياض اليوم السبت، حيث يكشف الناطق الرسمي بإسم حركة حماس وليد كيلاني، أن “التصعيد الإسرائيلي يتسارع قبل وقف إطلاق النار أو الإعلان عن تطور سياسي على مستوى ملف الأسرى”، مؤكداً لـ”الديار” أن هذه الهدنة هي مقدمة لإنزال “الإسرائيلي” عن الشجرة، بعدما تأكدت استحالة حصول أي تقدم ميداني لجيش العدو في غزة ، بسبب المقاومةً الشرسة التي يواجهها، بالإضافة إلى أنه تكبّد خسائر كبرى في الأيام الـ13 التي مرت على بدء عمليته العسكرية في غزة، في ظل تدمير 136آلية عسكرية بين مدرعة وناقلة جند، وإعلانه عن 35 قتيلاً من الجيش”.
وبالتالي، يؤكد أن “الهدف الأساسي للعدو بعد 35 يوماً على عملية طوفان الاقصى، وهو القضاء على حماس لم يتحقق طبعا، ولذلك تراجع نتنياهو عن هذا الهدف وبات يطرح اليوم تقويض قدرة حماس”.
ورداً على سؤال حول تطورات ملف الأسرى، فقد كشف عن “حراكٍ فعلي وجدي، بعد دخول الأميركيين على الخط، ووصول مسؤول في المخابرات الأميركية إلى قطر، من أجل التفاوض مع القطريين بحكم علاقة قطر مع قيادة حماس، من أجل البحث في ملف الأسرى والتوصل إلى بعض الحلول”.
ويؤكد أن “ما يُطرح حالياً هو موضوع الأسرى المدنيين لإطلاقهم مقابل وقف إطلاق النار، لأن الإفراج عنهم يتطلب تهدئة، فهم موجودون في أماكن معقدة، ولذلك فإن الإفراج عنهم يستلزم تأمين الطريق البرية التي سيسلكونها للوصول بسلامة إلى ذويهم”.
وفي هذا السياق يلاحظ وجود “تباين في الموقفين الأميركي والإسرائيلي بخصوص وقف إطلاق النار أولاً والنتائج المستقبلية للمعركة في غزة ثانياً والتراجع بالأهداف التي كانت موضوعة ثالثاً، إذ كانوا في السابق يرفضون المتابعة بوجود حماس بينما اليوم تبدل الخطاب وباتت واشنطن ترفض أن تحتل اسرائيل قطاع غزة وتعارض تقسيم غزة إلى عدة أجزاء وتدعم حل الدولتين وترفض حتى تهجير أهالي القطاع الى مصر أو الأردن، أو من شمال غزة إلى الجنوب، وبالتالي تحول الحديث الأميركي اليوم إلى مرحلة ما بعد المعركة أي الهدنة ومفاوضات لتبادل الأسرى وإدخال المعونات ووقف قتل المدنيين”.
في المقابل، يعتبر أن “العدو الاسرائيلي يخشى حصول وقفٍ للنار، لأن نتنياهو سيذهب إلى السجن، لأن الأحزاب الإسرائيلية تحمّل نتنياهو مسؤولية الفشل في 7 أوكتوبر، وبالتالي إذا توقف إطلاق النار سيكون نتنياهو خسر ولم يحقق أي إنجاز”.
وعن توقيت وقف النار الكامل أو الهدنة، يشير إلى “كلام جدي غير مؤكد عن وقف النار خلال الساعات المقبلة لمدة 3 أيام مقابل إطلاق 12 أسيراً ممّن يحملون الجنسية الأميركية، على أن تأتي هذه الهدنة كرسالة أو مبادرة أميركية تجاه القمة العربية في الرياض السبت”.
ويضيف بأن “ملف الأسرى “الإسرائيليين” لدى المقاومة، هو من أهمّ الملفات الضاغطة على نتنياهو وأركان حكومة الحرب، حيث أن ما حصل منذ يومين من نصب خيم أمام منزل نتيناهو من قبل أهالي الأسرى والتظاهرات ضد نتنياهو، قد هدف للضغط عليه لوقف النار وإجراء عملية تبادل الأسرى عبر وسطاء. وكذلك فإن الأميركيين يضغطون بهذا المنحى، بعدما أعطوا نتنياهو فرصةً لتغيير الواقع ولم ينجح، وبدأوا يسألون إلى متى قتل المدنيين والدمار والإستنزاف في ظل الخطر المُحدق بالأسرى لدى المقاومة، بسبب القصف العشوائي”.
ويوضح كيلاني بأن “المقاومة قد أعلنت بأنه لدى العدو مدنيين ولدينا مدنيين، وإذا أراد إبرام صفقة تبادل للأسرى كتلة واحدة، فالمقاومة جاهزة وإذا كان يريد صفقة جزئية مدنيين مقابل مدنيين أو عسكريين مقابل عسكريين، فالمقاومة أيضاً جاهزة، كما أنها جاهزة لإطلاق المدنيين لأنهم ضيوف عندها”.