استعجل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي عصر أمس بعد عودته فجرا من باريس إثر جولة عمل شملت ميونيخ وبروكسيل والفاتيكان وباريس. والهدف هو إطلاع سيد بكركي على نتائج المحادثات التي أجراها صباح الثلثاء مع وزير الدولة للشؤون الخارجية في الفاتيكان المونسنيور بول كالاغر، وركزت على الاستحقاق الرئاسي وسبل إنجازه.
وأفادت مصادر ديبلوماسية “النهار” أن باسيل الذي عرج على باريس أول من أمس لتهنئة نظيره الفرنسي جان مارك آيرو، استجدت زيارته بعدما التقى الاخير في بروكسيل خلال لقاء باسيل مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، حيث بدأا بحث بعض القضايا الشائكة التي يواجهها لبنان، واستكملت اول من امس الثلثاء في الكي دورسيه.
وأشارت الى ان لبنان يأمل ان تؤدي فرنسا دورا فعالا داخل الاتحاد الاوروبي من أجل دعم حاجات لبنان المتزايدة لتحمل أزمة اللاجئين السوريين الهائلة التي تؤثر في المجالات الاقتصادية والتربوية والصحية والتضخم السكاني. وكان باسيل قد عقد اجتماعا في بروكسيل مع كل من وزيري خارجية قبرص واليونان ثم مع وزير خارجية ايطاليا في روما صباح الثلثاء حول مأدبة إفطار، وطلب أن تستخدم إيطاليا نفوذها لمصلحة ما يتخذ الاتحاد من قرارات.
وشددت على أن جلسة الحوار التي عقدها باسيل مع 28 وزير خارجية اوروبي حول الاوضاع المتردية في لبنان بعد الحرب السورية فعلت فعلها، ولا سيما أن الاقتناع الاوروبي السائد هو إعطاء لبنان والاردن وتركيا مبالغ مالية كافية لافادتها من تأسيس مشاريع لمساعدة اللبنانيين وتشغيل سوريين وفق معايير القانون اللبناني، ورفض أي محاولة توطين. إلا أن باسيل اعترض على ذلك وأصر على البدء ببرنامج عودة للاجئين السوريين مرحليا وجزئيا الى المناطق الآمنة.
ورأت أن باسيل تمكّن من استنهاض وزراء خارجية الدول الاوروبية على مدى الايام الستة الماضية لمساندة ما يريده لبنان من مساعدات وحاجات تتلاءم وضخامة المتطلبات التي توفر الحد الادنى للاجئ، ليعيش حياته اليومية من دون خرق القانون والسيادة اللبنانية.
وأوحت أن نتائج الاستعدادات الاوروبية ستظهر تباعا، مع التذكير بأن حوار باسيل مع وزراء الخارجية الاوروبيين أتى بدعوة من الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامن المشترك فيديريكا موغوريني، بعدما كان المجلس قد استمع الى مطالب الاردن من وزير خارجيته ناصر جودة.
ويأمل المسؤولون أن يترجم الاوروبيون وعودهم بعدما شعروا بخطر استضافة اللاجئين وما يمكن ان ينجم عنه من ارهاب ذاقت فرنسا منه هجمات كبيرة جعلتها تعيش حالة طوارئ امنية مستمرة الى الآن.
وأفاد مصدر أوروبي “النهار” أن الاتجاه السائد في بروكسيل هو دعم ما يطلبه لبنان في مجال مكافحة الارهاب، بعدما برهنت الاجهزة المختصة فيه عن قدرة نوعية على تفكيك خلايا وعلى ضبط عناصر ارتكبت حوادث تفجير.