IMLebanon

ما يزيد عن 400 يوم من القتال «إسرائيل لم تنتصر والمقاومة لم تنهزم»

 

ثمّة من يرى أنه وبعد سنة وشهرين على فتح جبهة الإسناد دعما لغزة ووصولا الى توسّع العدوان ليطال معظم المناطق اللبنانية خلصت النتائج الى صيغة لا غالب ولا مغلوب تبعا للأهداف التي أطلقها الكيان الإسرائيلي كعناوين لحربه على المقاومة ومن خلفه لبنان، وفق تقديرات مطّلعة تقول ان حجم الدمار الذي لحق بلبنان وحتى في الهيكلية السياسية والميدانية لحزب لله يبقى ميزان التعادل هو الحاضر بعيدا عن تأويل البعض وترشيحه هزيمة الحزب أمام إسرائيل.

صحيح ان عصف الضربات أصابت صميم المقاومة برأس هرمها المتمثل بالأمين العام السيد حسن نصرلله إنما مسار الهيكلية العسكرية بقي موجود بدليل ما قامت به المقاومة في الفترة التي سبقت وقف إطلاق النار من استهداف واسع شمل ولعدّة مرات في يوم واحد عاصمة الكيان «تل أبيب».

 

من هنا ترى بعض المصادر المواكبة انه ومع بدء سريان الهدنة المعطوفة على وقف لإطلاق النار ان ذلك ربما يزعزع في مندرجات ما اتفق عليه بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية، ولو أحيط بحذر شديد، بانتظار اكتمال مندرجاته وبنوده الثلاثة عشر خلال فترة الشهرين المعلن عنهما.

نعم لقد تنفّس اللبنانيون الصّعداء، بعد سنة وشهرين تقريبا من المواجهات بدءا من قواعد الاشتباك وصولا الى الحرب حرب الهمجيّة التي بدأت في 23 شهر أيلول الماضي، وكانت فاتورتها باهظة الثمن بالأرواح والممتلكات وخاصة في اليوم الأخير من هذه الحرب ليحلّ جنون النار طرفا أساسيا على طاولة المفاوضات النقّالة بين «بيروت وتل أبيب». حيث أطلقت إسرائيل يدها في هذا اليوم، على طريقة الانتقام المسبق سواء من خلال الأحزمة النارية التي ضربت بها الضاحية الجنوبية لبيروت، أو من خلال الضربات المكثّفة للعاصمة اللبنانية، بمختلف مناطقها وأحيائها، بوتيرة غير مسبوقة وان دلّت تدلّ على حجم إحباط الكيان الإسرائيلي من تعثّر وفشل عدوانه البري بفعل المقاومة الشرسة التي خاضها الحزب بكل قوة ورباطة جأش في أكثر المحاور احتداما من شمع حتى بنت جبيل ومارون الراس مرورا بمركبا وكفركلا وصولا الى الخيام.

 

تتابع المصادر متساءلة وبمنأى عن كل هذه التطورات فإن اتفاق وقف إطلاق النار، بقدر ما أعاد إحياء السجال المرافق لكل الحروب عن المنتصر والمهزوم كنتيجة يخلص بها المتابعون كل من موقعه السياسي، هل انتهت هذه الحرب أم ان ما يرشح يوميا من افتعال أعذار لدى إسرائيل تتعلق بالقرى الحدودية لتخرق وقف إطلاق النار تارة بالتهديد والتهويل وطورا بإطلاق النار على مواطنين عادوا الى قراهم كالذي حصل في بلدات الطيبة والخيام ومركبا وأسفر عن سقوط جرحى، ليضع هذا التطور أمام لجنة المراقبة التي لم تبصر النور بعد بالمعنى العملي مغبة أن تتدحرج سبحة الخروقات والعودة الى المربع الأول ما قبل وقف إطلاق النار؟

إذن ما وصفته المصادر بالحرب التي تجاوزت كل أعراف الميدان والقتال وخاصة لجهة ما قام به جيش الاحتلال من استهداف لمدنيين ومسعفين ونازحين يضع التساؤل حول ما تقدّم من صيغة لا غالب ولا مغلوب هو الأقوى استنادا الى قراءة يتعارض الكثيرون حول ما إذا أدّت وأفضت الى انتصار إسرائيلي، في ضوء الخسائر غير المسبوقة التي تكبّدها حزب لله أم أنّ الحزب الذي استعاد عافيته إلى حد كبير هو الذي ألحق الهزيمة بالاحتلال الذي بدا عاجزا عن تحقيق أهدافه المعلنة لا سيما تصفية الحزب وتقويض قدراته العسكرية وربما أكثر من ذلك اخراجه من الخارطة السياسية، لذلك تتفاوت وجهات النظر حوله عند تقييم النتائج كما تفاوتت قبلها قراءة الأسباب الموجبة لهذه الحرب إذ ان هناك من يعتقد أن الإسرائيلي سجل الكثير من النقاط على المقاومة وأماط عنه، معادلة الردع التي عمل عليها منذ حرب تموز عام 2006، فيما يرى آخرون أنّ الأداء الإسرائيلي في اليوم الأخير من الحرب كافٍ للدلالة على الفشل في تحقيق الأهداف المرجوّة والموضوعة في سلة الأهداف الإسرائيلية.

نعم قد يكون مبالغا الحديث عن انتصار إسرائيلي، طالما أن الأهداف لم تتحقق، فلا المستوطنون استطاعوا العودة إلى بيوتهم بأمان، وبالقوة العسكرية التي أرادها الجيش الإسرائيلي عنوانا لعدوانه البري من جهة ولا المقاومة انتهت بالمعنى العسكري الذي أرادته إسرائيل وأعلنته في أكثر من مرة من جهة أخرى، والدليل ردّ المقاومة الإسلامية يوم الاثنين بصلية صاروخية على موقع العدو «رويسات العلم» في تلال كفرشوبا بعد إمعان الجيش الإسرائيلي بالخروقات المتكررة، أكثر من 60 خرقا منذ إعلان وقف إطلاق النار كرسالة تحت عنوان ليفهم العدو ومن خلفه ان يدها لا زالت طويلة وقادرة على إلحاق الخسائر بالاحتلال.

رئيس مجلس النواب نبيه بري قال ان ما تقوم به إسرائيل منذ بدء سريان وقف إطلاق النار وكأنه من ضمن بنود الاتفاق؛ «إن ما تقوم به قوات الإحتلال الإسرائيلي من أعمال عدوانية لجهة تجريف المنازل في القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة هو خرق خطير لما اتفق عليه وقد يعرّض كل بنوده للخطر الحقيقي».

هذا في وقت قال العميد المتقاعد والخبير العسكري منير شحادة: «ان هذا الردّ من المقاومة جاء في منطقة مزارع شبعا أي منطقة لا تخضع للقرار ١٧٠١ فتكون المقاومة ردّت على خروقات إسرائيل دون أن تخرق هذا القرار فيما ختمت المقاومة بيانها بعبارة وقد أعذر من أنذر».