Site icon IMLebanon

حرب الـ ٢٠٢٤… تضامن وبيئة حاضنة وسط الإنهيار جنبلاط والسنّة “تموضعوا” الى جانب حزب الله لدعم فلسطين

 

مستوى جديد من المواجهة دخل في الأيام الأخيرة “حيز التتفيذ ” بعد فترة من الهجوم على أهداف عسكرية، تمثل بتصعيد حزب الله واستهداف المستوطنات، بما يثبت أكثر نظرية الاقتراب من الحرب الكبرى، وهذا الامر تتحسب له الساحة الداخلية، حيث من الواضح ان انشغالات حزب الله بالجبهة الجنوبية لا تثنيه عن التنسيق مع القوى السياسية استعدادا للمرحلة المقبلة.

 

تعاطي القوى السياسية مع معركة الـ ٢٠٢٤ صار واضحا، حكومة تصريف الأعمال وضعت ضمن إمكانياتها المتعثرة خطة طوارىء للأزمة، لتفادي أي صدمة في حال اندلاع الحرب، حزب الله الذي اختبر عدة حروب استنفر فرقه الميدانية، وينسق مع الحلفاء للآتي في الأيام المقبلة ، فعملية ٧ تشرين والحرب المتوقعة مختلفة عن حرب تموز ٢٠٠٦ بكل مجرياتها، ففي حرب تموز نال الجنوب الحصة الاكبر من الاعتداءات “الإسرائيلية”، وهذا ما يتحسب له حزب الله اليوم مع إمكانية شمولية الاعتداءات. فالحزب مسؤول عن شعب وبيئة حاضنة له ، يساعدها في الأزمات ويعرف تماما كيف يفكر “الإسرائيليون” في الهزائم الكبرى، وما هي ردود فعلهم عند اي خسارة، كما ان الحزب مدرك حجم التحولات الداخلية والوضع المأزوم والرازح تحت وطأة ملفات النزوح والانهيار.

 

على ان اللافت في الوضع اليوم توفر البيئة السياسية والاجتماعية الحاضنة، بالرغم من الواقع الإقتصادي المأساوي، فالتضامن السني والدعم لقضية غزة يفوق التوقعات، والمفارقة اليوم ان القضية الفلسطينية ساهمت في تقريب المسافة بين حزب الله والقوى السنية، ويمكن ملاحظة التحول السني الكبير في المواقف الداعمة لعمل المقاومة، وعلى الرغم أيضا من التباينات السياسية الكبيرة بين حزب الله والقوى المسيحية، إلا ان البيئة السنية حاضنة للنازحين في الجنوب والضاحية، فيما حسم النائب السابق وليد جنبلاط التموضع الدرزي في حرب الـ٢٠٢٤ الى جانب القضية الفلسطينية والمقاومة.

 

التضامن الداخلي انعكس ارتياحا لدى حزب الله، الذي رفع درجة التأهب والمواجهة عسكريا وعلى كافة الصعد الميدانية والشعبية من خلال خطة طوارىء استباقية، ففي حرب تموز ٢٠٠٦ نزح ما يقارب المليون ونصف المليون لبناني من بلداتهم الجنوبية والضاحية، و”الثنائي الشيعي” يواكب اي حدث او تطورات على الصعيد الأمني، وعليه فان إستراتيجية التعاطي مع أي حدث أمني “جاهزة للتطبيق” استنادا الى تجربة الـ٢٠٠٦ ، وأهمها تأمين النزوح الآمن وتجهيز الوحدات السكنية ومتطلبات النزوح. فهناك حسابات اجتماعية واقتصادية من جهة وحسابات أخرى تتعلق بالأمن ومسار الحرب ، فظروف لبنان اليوم لا تشبه ما كان قبل سنوات اجتماعيا، نسبة الى الوجود السوري وارتفاع معدلات النازحين من جهة، ونظرا للتدهور المالي والاقتصادي في البلاد، وعليه فان الخطوات جميعها مبنية على دراسة الوقائع والمعطيات ومسار الحرب في غزة، فالأرجح ان حزب الله لن يبادر الى العنف والتصعيد، إلا إذا استمر العدو الاسرائيلي بإبادة الشعب الفلسطيني في غزة وضاعفت من وتيرة إعتداءاتها على لبنان، فهذان العاملان يدفعان حينها الى منحى مختلف للأحداث في معركة استراتيجية كبرى، يعتبر دور حزب الله أساسيا فيها.