IMLebanon

فائض قوة “الحزب” بعد الحرب ضد الإعلام!

 

اعتداءات منظّمة… فصول معركة “الحزب” لكمّ الأفواه

 

يتعرّض الإعلاميون في لبنان لتهديدات متواصلة. ويعيشون كابوساً يومياً في صراع مستمر بين مطرقة الترهيب وسندان العنف. وما يحدث  ليس مجرد انتهاك لحقوق الأفراد أو قمع لحرية التعبير، بل هو حملة منظّمة تهدف إلى إسكات كل صوت معارض، وتدمير آخر معاقل الحرية. لذا، أصبح الصمت جريمة، والخوف استسلاماً، ولم يعد أمام الإعلاميين سوى مواجهة القوى الظلامية التي اجتاحت الدولة، تاركةً الإعلام في قلب المعركة من أجل البقاء.

 

 

تكشف الأحداث الجارية في لبنان  عن حرب شرسة ضد حرية الصحافة، ويسعى “حزب الله”، الذي هيمن على السلطتين التنفيذية والتشريعية، إلى إخضاع السلطة القضائية التي تمثّل آخر عقبة أمام سيطرته  التامة. ويقول  الكاتب الصحافي طوني بولس في اتصال مع “نداء الوطن” إن “الحزب” يعتمد أسلوب الترهيب وكسر شوكة الإعلام لتوسيع سلطته، كما فعل باغتيال الناشط لقمان سليم، والتعديات المستمرة على الحريات الإعلامية، وحملات التخوين المنظّمة. وكل هذه الأفعال تدخل ضمن خطة “الحزب” لفرض سيطرته الكاملة على لبنان. أضاف:”الإعلاميون هم آخر من يقف في وجه “حزب الله”، بعدما انهارت السلطة السياسية أمامه”، وشدّد على “أن “الحزب” المصنّف كمنظمة إرهابية في معظم دول العالم، لا يتردّد في استخدام العنف ضد خصومه، بما في ذلك القتل والاغتيال”.

 

 

 

بدوره، شدّد المسؤول الإعلامي في “مؤسسة سمير قصير” جاد شحرور، في تصريح لـ”نداء الوطن”، على “أن الاعتداءات على الصحافيين في لبنان، وخصوصاً من  “حزب الله”، لا تزال تتصاعد بشكل مقلق”. وأوضح  شحرور أن أساليب القمع لم تتغير، مشيراً إلى أن “مؤسسة سمير قصير” تلقّت، خلال فترة الحرب ومع استهداف قيادات رفيعة في “الحزب”، العديد من الاتصالات من صحافيين أفادوا بمصادرة هواتفهم وتعرضهم لتحقيقات مهينة. وقال: “هناك ذهنية سياسية سائدة في لبنان تقوم على تخويف الآخر لترسيخ السلطة، وهذه الذهنية تتبنّاها جميع الأحزاب، لكن “حزب الله” هو المتصدّر في هذا المجال. وعلى الرغم من قسوة الحرب عليه، يظل هامش الاعتداء على الصحافيين مستمراً، بل ويزداد بشكل مقلق للغاية”.

 

 

 

وتجسدت هذه الأجواء القمعية في عدة حوادث  تعرض لها الإعلاميون، مثل الحادث الذي  تعرّض له  الصحافي داوود رمّال على يد  عناصر من “حزب الله”. ووقع ذلك أثناء زيارته لبلدته “الدوير” في قضاء النبطية جنوبي لبنان، حيث انهالوا عليه بالضرب أثناء تلاوته الفاتحة على قبر والدته. ووصف رمال ما تعرّض له بأنه “محاولة قتل متعمد وقد نجوت منها بأعجوبة”.

 

 

 

بدورها تعرضت الإعلامية جوني فخري في بعلبك لاعتداء مشابه . فبينما  كانت   تغطّي عودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم، أثناء بث تلفزيوني مباشر من المدخل الغربي لبعلبك، اعترضها عناصر  “حزب الله”. فطلبوا منها  أولاً تحديد هويتها، فأظهرت بطاقتها الصحافية، وقاموا على الأثر   بمصادرة معداتها وهاتفها، ثم تعرضوا لها ولزميلها المصوّر بالاعتداء اللفظي والجسدي. وقالت فخري لـ”نداء الوطن” بعد الحادث: “ما حدث كان غير مبرر إطلاقاً، ويتعارض مع حرية التعبير التي يكفلها الدستور. ويبدو أن “حزب الله”، الذي يدّعي الانتصار اليوم، يريد الانتقام من الإعلام بعد الحرب”.

 

 

 

وفي تصريح آخر، أكدت فخري أن هذه الاعتداءات لم تكن مفاجئة، بل  كانت متوقعة بسبب الحملات الممنهجة التي روّجت لها بيئة “حزب الله”  الإعلامية. وقالت: “الانتقام ضد الإعلام كان متوقعاً بعد الحرب، لكن لم نتوقع أن يحدث بهذه السرعة وبالطريقة التي حدث فيها”.

 

اللافت، أن “حزب الله” يضع هذه الاعتداءات “في إطار شخصي”، وان أفراد “الحزب” الذين يعتدون على أهل الإعلام  “غير منضبطين”، لكن   الجميع يعلم أن “حزب الله” يملك القدرة على ضبط جمهوره ومنعه من هذه التصرفات. وإذا كانت هذه الأعمال فردية، فيجب على “الحزب” أن يسمح للقضاء بمحاسبة المعتدين من دون تدخّل من جانبه.