Site icon IMLebanon

بين رايس 2006 وهوكشتاين 2024… زيارة نقل الشروط «إسرائيل» تُريد في لبنان ما رفضته المقاومة في غزة 

 

بعد أسبوعين تقريباً على بداية حرب تموز عام 2006، بدأت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس زيارة الى لبنان، التقت في بدايتها رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة، الذي ذرف الدموع مستمعاً الى الشروط «الإسرائيلية» لوقف العدوان والتي نقلتها رايس يومذاك، فكانت وزير الخارجية قد مهدت لزيارتها بالقول: «ندعو إلى وقف عاجل لإطلاق النار، لكن أي اتفاق يجب أن ينص أولا على شل حركة حزب الله»، وما أشبه زيارة رايس الأولى يومذاك بزيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أمس.

 

عندما وصلت رايس الى بيروت كانت تحمل رسائل سياسية واضحة، هي عبارة عن شروط ومطالب «إسرائيلية» لوقف الحرب، تقول مصادر سياسية واكبت تلك المرحلة ولا تزال تواكب اليوم، مشيرة الى أن رايس يومذاك جاءت لفرض الاملاءات والحديث عن «شرق أوسط جديد»، وجس نبض المقاومة في لبنان لمعرفة مدى استعدادها للرضوخ، وهذا ما يفعله هوكشتاين، المبعوث الأميركي الذي اقترب من نهاية مسيرته ربما في لبنان، ما لم تحصل مفاجأة.

 

وتكشف المصادر أن زيارة هوكشتاين نسخة شبيهة لزيارة رايس عام 2006 ، فهو لا يحمل طرحه الذي لطالما عمل عليه خلال كل الأشهر الماضية بشكل واضح وعلنيّ، إنما يحمل طرحاً جديداً فيه سرد للمطالب «الاسرائيلية» الشبيهة بالطرح «الإسرائيلي» في غزة لناحية الشروط، مشيرة الى أن الجيش «الإسرائيلي» هو من أعد نقاط البحث للحكومة «الإسرائيلية» التي ابلغتها بدورها لإدارة بايدن، التي أرسلت هوكشتاين لمعرفة مدى قوة المقاومة وقدرتها على استمرار رفض الشروط أو فرض الشروط.

 

من الشروط التي تتشابه بين لبنان وغزة ويريدها «الإسرائيلي» بحسب المصادر، هي الضوء الأخضر الممنوح للجيش «الإسرائيلي» للعمل برا وبحرا وجواً في كل نقطة من لبنان، يرى أنه من الضروري العمل بها بعد وقف إطلاق النار، لمنع حزب الله من الترميم أو استعادة القوة والتجهيز من جديد لحرب جديدة، وهذا الشرط كفيل وحده بإظهار أن مسار التفاوض لا يزال في بداياته، تماما كما كان الأمر عندما زارت رايس لبنان في نهاية الأسبوع الثاني من الحرب في تموز.

 

وتؤكد المصادر أن التفاوض بحال بدأ مساره الجدي فإنه بحاجة الى بعض الوقت، مشيرة الى أن «الإسرائيلي» تعمّد أن يمهد الطريق لهوكشتاين نارياً، من خلال استهداف مؤسسات وفروع القرض الحسن في ليلة واسعة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، ومن المتوقع أيضاً أن يرافق التصعيد العسكري والناري كل مسار التفاوض، وتعتبر المصادر أن المقاومة كذلك ستعتمد تصعيداً بالعمليات لإعلان رفض الشروط «الإسرائيلية» من جهة، ولتأكيد عدم قدرة الكيان والأميركيين على فرض تطبيق هذه الشروط واستسلام لبنان لها.

 

لا يعول لبنان لوقف الحرب سوى على الأميركيين، لأنهم يملكون قرار الحرب والسلم في المنطقة، وتُشير المصادر إلى أن الديبلوماسية الأميركية تتحرك بشكل مكثف في هذه الأيام، فوزير الخارجية سيصل «إسرائيل» لمناقشة الحاجة إلى التوصل الى حل ديبلوماسي بين العدو ولبنان، وأموس زار لبنان وتحدث علانية بسقف مختلف عن السقف الذي روجت له وسائل اعلام عربية، ولكن لا يبدو حتى الساعة أن الديبلوماسية الأميركية تسعى لمناقشة الحلول، إنما فرضها بشكل يناسب «الإسرائيليين»، وهذا ما يزيد من فرص فشل هذه الإدارة في تحقيق خرق قبل دفنها.