تتصاعد حدّة الخطابات في العالم العربي والإسلامي، ضد ما يقوم به العدو الاسرائيلي في غزة، دون أي تحركات عملية نافعة، فلا شيء سوى المقاومة قادرة على رسم المعادلات وتحقيق الانتصارات واسترجاع الحقوق، وهذا درس ليس وليد الساعة، إنما هو درس تاريخي عايشه العالم، وطبقه لبنان الذي حرر أرضه بفضل مقاومته.
في غزة تسطر المقاومة ملاحم بطولية، منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول حتى اليوم، وبالتأكيد غداً، ولا شيء سوى هذه البطولات سينفع الفلسطينيين بعد أن تخلى العرب، علانية هذه المرة عن شعارات العروبة والقضية والانسانية.
ما تقوم به المقاومة الفلسطينية على حدود غزة الشمالية يؤكد بحسب مصادر لبنانية متابعة أنها بألف خير، فهذه المنطقة التي تعمل فيها شمالاً تكاد تكون المنطقة الأضعف في غزة كلها، بسبب ما تتعرض له من استهداف وتدمير، ورغم ذلك عندما حاول العدو استطلاع المنطقة تمهيداً للدخول اليها، وجد مقاومة قادرة على وقف تقدمه لأيام وأيام.
رغم التدمير والقصف وانقطاع الاتصالات، تؤكد المصادر أن التواصل بين مقاومة غزة وغرفة عمليات محور المقاومة لا يزال قائماً ومستمراً، مشيرة الى أن مراقبة وضع المقاومة في غزة أمر ضروري لقراءة الوضع في الجنوب اللبناني، حيث يبدو أننا اقتربنا من انطلاق مرحلة جديد من المعركة.
خلال الأيام الأولى للحرب، كان يعمل حزب الله في مساحة جغرافية ضيقة نسبياً، حيث لم يتعد عمق منطقة العمليات الخمسة كيلومترات، ولذلك اعتبارات عديدة مرتبطة بقواعد الاشتباك وطبيعة ما يرغب الحزب بالقيام به، والتدرج في التصعيد والإشغال، وكان لهذه المساحة الضيقة تأثير كبير على عدد شهداء الحزب الذين ارتقوا بسبب التطور الهائل للمسيرات المستخدمة من قبل العدو الاسرائيلي، على طول الجبهة التي تضم 42 موقعاً “اسرائيلياً”، لذلك كان لا بد من البحث في تكتيكات واستراتيجيات أخرى.
هذا الأمر لا يعني أن الحزب مقبل على تصعيد اكيد، ولو أن المصادر تتوقع ذلك، لأن طبيعة معركة غزة لا توحي الى الآن باقتراب النهاية، فالخسائر الاستراتيجية التي يتكبدها العدو كل يوم تجعله متوحش اكثر في التدمير واستهداف المدنيين، وتُشير المصادر الى أن المرحلة المقبلة بحال لم يتغير الواقع ستشهد تصعيداً على الجبهة الجنوبية، قد يكون من خلال “نوعية” العمليات العسكرية، وأنواع الأسلحة، حيث كان لافتاً قيام “الاسرائيلي” بتوسيع نطاق غاراته الجوية الى حدود 7 كيلومترات في ياطر، وهو ما قد يلقى رداً مشابهاً أبعد من “المواقع الاسرائيلية” المنتشرة على طول الحدود.
بحسب المصادر، فإن الإجابة عن سؤال هل ستقع الحرب الشاملة، لا يملكه أحد، لا في لبنان ولا حتى العالم، فالأمور رهن التطورات الميدانية التي لا تُحدد سوى مع مرور الأيام وطبيعة العمليات، حيث يمكن القول هذه المرة أن قرار الحرب والسلم في المنطقة يقع في غزة، لذلك يعمل حزب الله وفق التطورات، وهو يعد العدة لكل السيناريوهات العسكرية، حيث بات معلوماَ أن للحزب قرارا أساسيا في عمليات كل المحور، وعندما يُحكى عن تصعيد عمليات حزب الله، فهذا لا يعني الجبهة الجنوبية في لبنان حصراً.