IMLebanon

هل تعلّمنا؟

 

 

كتبنا مقالة في أيلول 2023 بعنوان «لا يوجد تناقض بين الحياد والمقاومة»، وهي تجسّد موقفنا المبدئي حول الحفاظ على مقاومة دفاعية عن لبنان، ويتمّ تعميم التجربة على كافة الأفرقاء اللبنانيّين، ورفض التدخّل في أي نزاع دولي وإقليمي، لأنّنا غير قادرين على تغيير أي معادلة، وتدخّلنا لن ينتج منه إلّا مصائب علينا في الداخل والخارج.

وفي مقال آخر في حزيران 2024 بعنوان «قرار الحرب والسلم هو المشكلة وليس السلاح»، قلنا إنّ المطالبة بنزع سلاح «حزب الله» في ظل المخاطر المتعدّدة التي تواجه لبنان مطلب خاطئ، خصوصاً أنّ التجارب أثبتت أنّ تسليح الجيوش يحتاج إلى موازنات خيالية. فالجيش الإسرائيلي، وعلى رغم من موازنته المرتفعة وتحضيره المستمر عبر أكثر من 70 عاماً، بمساعدات خارجية وخصوصاً أميركية، لم يتمكن من خوض هذه الحرب من دون دعم غير مسبوق من الولايات المتحدة وإمدادات عسكرية ضخمة. كذلك الجيش الأوكراني الذي تدعمه دول أوروبية عدة والولايات المتحدة الأميركية بالمال والسلاح، فهو متعثر حالياً في مواجهة روسيا.

 

لكنّ المشكلة الرئيسية هي قرارات الحرب والسلم وتفرّد فئة بهذا القرار الذي يجب أن تتخذه الحكومة مجتمعة، وهذه نقطة أساسية من دونها لا سبيل للعيش معاً.
فلا يمكن لفئة أن تجرّ البقية إلى حرب لا يريدونها. ويبقى المعيار أنّ أي قتال يجب أن يكون للدفاع في حال الاعتداء. فلبنان لا يمكنه حل أي قضية خارجية. علينا أن نتمتع بالتواضع الكافي لنعترف بذلك ونُخرِج لبنان من النزاعات الإقليمية والعالمية.
بِالمْشَبرَح «ما فينا نحلّ ولا مشكلة خارج حدودنا»، إن كانت القضية الفلسطينية أو غيرها.
وما حذّرنا منه من كلفة ربط لبنان بساحات ونزاعات إقليمية، يتجلّى اليوم بأبشع صورة عبر التدمير الهائل من دون أي إفادة لأحد.
اليوم يجب الإعتراف بالخطأ الاستراتيجي الذي تمّ ارتكابه بربط الساحات، والذي جلب إلى لبنان الخراب والدمار.
نأمل في أن نكون فهمنا الدرس أخيراً أي:
1- نُبقي لبنان في دائرة الحياد، أي لا نتدخّل في شؤون الآخرين مهما كان نوعها.
2- نبحث عن سبل تعايش بيننا، حتى الآن تجاهلنا خلافاتنا وتقسّمنا إلى فئات متعدّدة تحاول كل منها التحالف مع قوى خارجية.
هذه البداية إذا كنا نريد العيش المشترك. ونذكر هنا أنّ أي نشاط نقوم به لإعادة بناء مجتمعنا يتطلّب الشفافية المطلقة.