Site icon IMLebanon

الحرب والسلم…

فجأة بدأ العالم يكتشف أن أمنه مهدَّدٌ مباشرة، وأن خطر “داعش” بات على الأبواب.

وفجأة وجد هذا العالم نفسه، وبدوله الكبرى والصغرى، يهتزُّ مع أمنه واستقراره ومصيره. وخصوصاً بعد مجزرة برج البراجنة في لبنان، ومجزرة الطائرة الروسيّة في شرم الشيخ، ومجزرة باريس التي أيقظت الدول العظمى مما يُسمّى النوم على حرير، أو رقدة العدم والطمأنينة والسلام.

كثيرون تساءلوا إلى أين هذا الإجرام الأعمى الذي لم تعرف البشريّة والإنسانيّة شبيهاً له، حتى خلال الحروب العظمى؟ وإلى متى سكوت الدول الكبرى وآلتها الحربيّة التي تتغزَّل بها؟ وماذا تنتظر امبراطوريّة العصر أميركا لتحزم أمرها، وتنضم إلى الروسيا وفرنسا… لملاقاة “داعش” في “عقر داره”، أي في سوريا والعراق قبل أن تصل المجازر ومعها الجزّارون إلى ربوعها؟

بل إن صحيفة “الغارديان” ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير، حاملة أسئلتها المحرجة والمحقّة والصادقة ضمن تحليلها لخطورة المجازر الثلاث الجديدة، والتهديدات الصادرة عن التنظيم الإرهابي بعد مجزرة باريس، والموجَّهة بقوة إلى جميع القارات…

وفي رأي “الغارديان” أن الخطر الجهادي العنيف يمكنه تهديد أي مجتمع على وجه الأرض إذا ما وقف ضده.

وللتذكير والتنبيه، فإن “داعش” ارتكب في شهر نيسان مجزرة داخل الحرم الجامعي في كينيا. وفي تموز انفجرت قنابل في شوارع نيجيريا. وفي تشرين الأول أسقُطت الطائرة الروسية في شرم الشيخ وعلى متنها مئتان وأربعة وعشرون راكباً. وفي تشرين الثاني حصلت مجزرة في ضاحية بيروت قبل يوم من مجزرة باريس.

هنا، لا بدّ من التساؤل عن الموقف الأميركي، وكذلك موقف حليفه التركي الذي يشرّع بواباته العريضة أمام التنظيم الإرهابي، ذهاباً وإياباً… وتجارياً وتسلحاً أيضاً. فهل يبقيان يتفرّجان، ويغضّان الطرف عما يحصل في سوريا؟

وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري يعلن على الملأ، وعلى رؤوس الأشهاد، أن الحلّ في سوريا بات قريباً جداً، مع التبشير بمرحلة انتقال سياسي كبير في غضون أسابيع… “بين الحكومة والمعارضة إثر التسوية الدوليّة التي تمّ التوصّل إليها في ختام محادثات فيينا”.

ولكن، إذا صدقت بشارة كيري ووصل الحل السياسي سليماً معافى إلى سوريا، فإن “داعش” لن يكون شريكاً لا في الحل، ولا في إيقاف الحرب والمجازر.

هذا ما يفسّر أبعاد وأسباب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيواصل مطاردة الإرهابيّين حتى آخر فرد منهم، سواءً في سوريا أو خارجها. ومعه فرنسا وفرنسوا هولاند.

وهذا يعني أن الحرب طويلة من حولنا وحوالينا، فخذوا حذركم.