Site icon IMLebanon

في الذكرى ال٦٤ للحرب … لبنان على صفيح ساخن ومخاوف أمنية خطرة… 

 

 

مؤشرات العودة الى الحرب ضعيفة… اللبنانيون اتعظوا من ١٣ نيسان

 

اختلفت ذكرى ١٣ نيسان هذه السنة عن سائر الأعوام التي سبقتها فصحيح ان لبنان لم يمر بأفضل اوقاته السياسية سابقا لكن ما يحصل منذ انتفاضة ١٧ تشرين جتى اليوم من انهيار تام وارتفاع قياسي في سعر الدولار لم يسبق ان عرف مثيلا له الشعب اللبناني في الماضي، من هنا فان الذكرى السادسة والأربعين لاندلاع الحرب اللبنانية التي عرفت انها حرب الاخرين على أرض لبنان تبدو مغايرة في الشكل والظروف والأحداث، فالحرب استمرت خمسة عشر عاما وكلفت ١٥٠ ألف قتيل ودمارا كبيرا، لكن المشهد اليوم ليس أقل تشاؤما والتهديد بعودة الاقتتال الداخلي والخضات الأمنية مطروح بقوة في ظل الأجواء المتشائمة والجبهات المفتوحة ووسط  التصريحات التي تتحدث عن احتمال تجدد الحرب والفتنة، فحرب الـ ١٩٧٥ لم تبدأ فجأة بل سبقتها أزمات كثيرة مهدت لها، وبالتالي، فان مشهد الأمس مرشح ان يتكرر  في أي وقت اذ ان الوضع السياسي غير مستقيم  والاحتقان الطائفي والمذهبي في أعلى سقوفه بين القوى السياسية حيث يطغى الخلاف حول تأليف الحكومة و»تناتش» الحصص بين المسؤولين.

 

التحذيرات من عودة الحرب الأهلية جاهزة في كل الخطابات السياسية وسبق لوزراء في حكومة تصريف الأعمال ان أعلنوا عن مخاوف أمنية مع ارتفاع معدلات الجريمة ودوامات العنف وبعد حصول اغتيالات ومع ما حصل من صدامات في الشارع في أكثر من منطقة حيث تم اعلان لبنان مكشوفا أمنيا من قبل وزراء وأمنيين في أكثر من محطة .

 

وما يعزز المخاوف كما تقول مصادر سياسية هو الفلتان الأمني والسلاح المتفلت الذي يحمله كل اللبنانيين، فالحرب اللبنانية بدأت بحادثة البوسطة وامتدت لسنوات وقد سجلت العديد من الحوادث التي كان يمكن ان تشكل شرارة لاندلاع حرب جديدة  وسط الاحتقان الطائفي والمذهبي والتجييش السياسي، فالمؤشرات خطرة والطبقات الشعبية تئن تحت وطأة الفقر والجوع والذل على أبواب المستشفى حيث تسجل مواجهات حول المواد المدعومة فيما يؤدي وفاة  مريض في مستشفى من مضاعفات كورونا الى حملة تهديد لطاقم طبي ومستشفى.

 

فالحرب الأهلية لا تحتاج الى جيوش وصواريخ ذكية ويكفيها حادث وموقف لأن العناصر جميعها متوافرة من انهيار وافلاس ونفوس متوترة ومعززة بالطائفية، اضاقة الى دور الأحزاب السياسية التي دخلت على خط التعبئة الشعبوية، حيث كان لافتا قبل فترة انتشار مقاطع مصورة لأحد الأحزاب في الجبل وهو ينشر تدريبات بالسلاح الحي، في حين تقوم أحزاب أخرى بتعزيز جماهيرها وتوزيع مواد غذائية وأموال ولقاحات كورونا لتحصين مجتمعاتها الأهلية لتكون جاهزة للانتخابات المقبلة ولأي تطورات وأحداث.

 

على الرغم من توافر عناصر عديدة لعودة الحرب، فان الاعتقاد الراسخ ان الحرب ستتجدد ضعيف نسبيا، فباعتقاد كثيرين ان اللبنانيين تعلموا من دروس الماضي ولا يمكن ان يركبوا اي موجة دولية تأخذهم نحو الاقتتال الداخلي، كما ان سيناريو الحرب بين المسلمين والمسيحيين غير مطروح بسبب الانقسام السياسي، فالمسيحيون مشرذمون بين التحالف مع حزب الله من جهة ومع تيار المستقبل والحزب الاشتراكي، كما ان سيناريو الفتنة بين السنة والشيعة غير وارد وقد مر الطرفان بمراحل خطرة في العلاقة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من دون ان يقع المحظور بينهما، وحيث يصر الثنائي الشيعي على التعامل مع الرئيس المكلف سعد الحريري وتسهيل مهمته في تشكيل الحكومة حتى اللحظة.