Site icon IMLebanon

حرب بين الاعتدال والتطرّف

العمل الذي قامت به عناصر من قوى الأمن الداخلي بشكل فردي هو مُدان مهما كانت الأسباب، ولست لأستبق الأحداث أو لأتدخل في نتيجة التحقيق، ولكن من ناحية مبدئية السجين هو إنسان له حقوقه كما عليه واجبات، والغاية من السجون ليست لإيذاء المساجين والإعتداء عليهم، إنما لتقويم سلوكهم والتكفير عن جرائمهم بموجب نصوص القانون، وليس بالإعتداء بالضرب.

ولدينا بضعة أسئلة:

1- التوقيت: لقد حدثت الواقعة قبل شهرين فلماذا لم يكشف عنها قبل اليوم؟

2- من يحرّك الشارع بهذه الطريقة السياسية؟

لقد بات واضحاً أنّ هناك أموالاً كثيرة تضخ لتحريك الشارع، إذ يستحيل أن يكون هذا الحراك عفوياً.

3- الحملة على الإعتدال من المتطرفين… فمن يقف وراء هؤلاء المتطرفين؟

4- لا شك في أنّ وزير الداخلية قضى على إمارة سجن رومية لأوّل مرة في تاريخ هذا السجن الذي لم يكن سجناً بل إمارة… والمنزعجون من هذا الإنجاز يغتنمون أي «مناسبة» ليوجّهوا سهامهم المسمومة ضد الوزير نهاد المشنوق.

5- ثم أنّ توقيت هذه الحملة في شهر رمضان الكريم ليس بريئاً هو أيضاً بل له أبعاده ودلالاته التي لا تُخفى على عاقل.

6- لماذا يربط «داعش» هذه القضية بالضغط على أهالي العسكريين وابتزازهم إنسانياً على الأقل… والقول إذا لم يستقل المشنوق خلال 72 ساعة فإنهم سيقتلون أبناءهم العسكريين المخطوفين… وهذا الإبتزاز يكشف الكثير من الحقائق والخلفيات… وبالتالي فإنّ الضغط ليس على وزير الداخلية وحده، بل هو على الوطن كله، من خلال محاولة تطويق الإنجازات الأمنية والوطنية الكبرى التي ارتبطت بدور الوزير نهاد المشنوق في وزارة الداخلية…

في أي حال، فإنّه في هذين اليومين سيظهر كل شيء… إذ لا بدّ من أن تتضح الأمور وتظهر الخلفيات وتحدّد المسؤولية، وبالتالي تكون المحاسبة…

وعليه، فإنّنا نرى أنّ الأمور تعالج بالشكل الصحيح، وهي آخذة سبيلها الى إجلاء الملابسات كلها، وإيصال كل صاحب حق الى حقه.

علماً ان عناصر قوى الامن المشتبه في انهم وراء عملية ضرب السجناء تم توقيفهم وعددهم 6، بينهم ثلاثة مسيحيين وثلاثة مسلمين، وهذا بحد ذاته ينفي ان يكون هناك اي امر مدبر يستهدف فئة معينة من اللبنانيين على خلفية طائفية او مذهبية.