تتوسّع بقع الحرب في الشرق الأوسط والشرق الأدنى بعد أن أنطلقت بين روسيا وأوكرانيا، التي تحوّلت الى مواجهة بين حلف الناتو وأصدقائه من جهة وبين روسيا من جهة أخرى، بدعم صيني اقتصادي لها. أعضاء الناتو، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا يزوّدون أوكرانيا بالأسلحة وبالأموال. وهذا ما أرهق اقتصاداتهم جداً، لدرجة أنهم لم يعودوا قادرين على ضخ مزيد من التمويل لأوكرانيا «كما يجب»، بدليل عدم قدرة الرئيس جو بايدن على تمرير الـ 60 مليار دولار الأخيرة في الكونغرس… بعد! ومع كل ذلك، فقد «صمدت» روسيا في أوكرانيا، وتوجهت الولايات المتحدة الى جبهات أخرى، بشكل غير مباشر في غزة وبتدخّل مباشر ضد الحوثيين في اليمن.
ولكن الحروب في المنطقة تبدو في بداياتها! فبينما تتجه الأنظار لتبريد الجبهة الإسرائيلية – اللبنانية، مؤقتاً على الأقل، ضربت في الفترة الأخيرة تركيا الداخل السوري، وضربت إيران في العراق. وانطلقت من دون سابق إنذار مواجهة إيرانية – باكستانية! والغريب، أنه نظرياً، إيران وباكستان (النووية) هما دولتان معاديتان للولايات المتحدة! ومع ذلك، فتبدو إيران في مواجهة بالواسطة مع الأميركيين، متجنّبة مواجهة مباشرة معها، على الرغم من مواجهة الأميركيين لأذرعها في المنطقة! فالأرجح أن العملية الإيرانية هي أقرب الى عرض عضلات عسكري في المنطقة، ليس أكثر!
ومع انتظار تدخّل الأساطيل الأوروبية الأخرى في اليمن، فالأمور تنذر بتوسّع انتشار رقعة الحروب في الشرق. فبالإضافة الى الحرب السودانية – السودانية بدعم دولي «مستتر»، فإن مناطق أخرى قد تستفيد من تصفيات بعض حساباتها، مثل الصين وتايوان، أو حتى في داخل يوغوسلافيا السابقة بين صربيا وجيرانها…
ولكن حتى الآن ليس هناك مواجهات مباشرة بين القوى العظمى الأساسية أي بين الولايات المتحدة وروسيا أو بين الولايات المتحدة والصين، وليس هناك تهديد مباشر باستعمال الأسلحة النووية. وهو الأمر الملحوظ في حرب روسيا وأوكرانيا.
وفي ظل ظروف عدائية وتشنّج الأجواء السياسية ونجاح إسرائيل بتوريط مباشر للولايات المتحدة في «حروبها»، فإن أولى نتائج الحروب عادة تكون توترات اقتصادية وتضخم وغلاء أسعار يبدأ بارتفاع أسعار النفط، بسبب انخفاض حركة ناقلات النفط العملاقة في البحر الأحمر هذه المرة. وهذا ما قد يحدث شيئاً فشيئاً في المستقبل القريب!
يختلف الجميع في مختلف بقاع العالم، ولكنهم يتفقون في باب المندب! ومع ذلك، فإن مؤشرات الحرب العالمية ترتفع، وإن بشكل غير مباشر، وإن «على القطعة»!