IMLebanon

ما هي قدرة لبنان على حرب الاستنزاف؟  

 

 

إلى أين من هنا؟ نستعير هذا السؤال الأثير عند وليد جنبلاط أمام ضراوة الحرب وتصعيدها وأضرارها الكارثية على لبنان قبل أن تكون على العدو الإسرائيلي، ليس تقليلاً من صمود وفاعلية حزب الله إنما بسبب ظروف لبنان المأزومة على الصعدان كافة، وهو غير القادر على أن يحتمل أوضاعه المنهارة في الظروف الطبيعية فكم بالحري مع هذه الحرب الضروس التي تتساقط فيها آخر مقومات الوطن مع ارتقاء الشهداء وتساقط المباني تحت آلة الحرب العدوة المدعومة بقوة من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية، أما نحن فمتروكون إلى مصيرنا، ولا نلقى من يدعمنا خارج نطاق الحكي.

 

صحيح أن العدو الإسرائيلي يتكبد الخسائر الكبيرة تحت ضربات حزب الله بالصواريخ والمسيّرات، ويدفع هذا العدو مواجهة بطولية من عناصر الحزب في الخطوط الأمامية الذين يستبسلون ضد الاحتلال ودباباته ويوقعون فيه إصابات يومية بين قتلى وجرحى لم يعتد الإسرائيلي على مثلها طوال حروبه السابقة…

 

أجل هذا صحيح، وقد يُضاف إليه أن في لبنان أعداداً كبيرة من النازحين ولكن لدى العدو أيضاً نازحون كثر وأعدادهم على ارتفاع مع توسيع مدى صواريخ المقاومة داخل الكيان المحتل… ولكنّ ثمة فارقاً كبيراً وهو أن مسؤولي العدو كانوا قد تهيّأوا لهكذا حالة، والذين غادروا منازلهم ومقار إقامتهم وجدوا المأوى اللائق في الفنادق، بقدر ما الملاجئ الآمنة التي تقيهم صليات الصواريخ… أمّا عندنا فالحال تتحدث عن ذاتها بذاتها.

 

وأمّا ما بعد انتهاء هذه الحرب المشؤومة، عندما يحين أوان قرار إنهائها، فان النازحين الصهاينة سيجدون الأكثرية الساحقة من دور السكن جاهزة لاستقبالهم، أما عندنا فثمة مدن وبلدات وقرى يجب إعادة بنائها من جديد وهذا ستترتب عليه أعباء وإشكالات ومشكلات معروفة سلفاً.

 

لذلك لا نرى بدّاً من عمليتين يُفترض أن تتلازما وتتوازيا في التنفيذ أولاهما انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتلازم معه السعي الجاد والحقيقي الى تحقيق وقف إطلاق نار بأسرع ما يمكن يحفظ كرامة لبنان بما أمكن من حفظها.

 

وهنا لا بد من التوجه الى ضمائر النواب حتى يبادروا في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، وهذ أضعف الواجب وأقلّ درجات المسؤولية.

 

ونختم بما بدأنا باستعارة السؤال الجنبلاطي الأثير: الى أين من هنا؟ وأما الجواب (إذا لم نحقق الاستحقاقين) فهو معروف سلفاً… وهو كارثة فوق كوارث.