جميل أن نستمع الى متكلمين يتعاملون مع الأمور بشكل منطقي، وفي هذا السياق، عندما تسمع سمير جعجع يتحدث في موضوع المخدرات ويقول ليست الدولة وحدها المسؤولة بل المواطن أيضاً هو المسؤول: الأب، الأم، الأخ الأكبر والاخت الكبرى، المدرسة، الجامعة… عندئذٍ ترى أنّه على حق، وأنّه لم يكتفِ بذلك بل بادر الى حراك عملي من خلال مؤتمر معراب أمس برعايته وحضوره.
فعلاً لا شيء يدمّر الإنسان كما تدمّره المخدّرات… والمؤلم أنّ المدمن يعرف هذه الحقيقة وإن كان قلّما يقدر أن ينجو منها، ولعلّ أهمية مؤتمر معراب، أمس، هو وضع استراتيجية لمرحلة ما قبل الإدمان وخلاله وبعده…
وهنا لا بدّ من الإشارة الى الفرق بين زعيم وزعيم وبين مسؤول ومسؤول… ففيما نرى جعجع يحارب المخدّرات ويعقد المؤتمر المهم للتوصّل الى خلاصة عملية في هذا السياق، نتذكر كيف أنّ سليمان فرنجية سمح بإقامة مراكز لـ»البينغو» في كل شارع، يوم كان وزيراً للداخلية.
… ولا مجال للمقارنة إلاّ سلباً!
في أي حال لا بدّ من الإشادة بمبادرة الدكتور سمير جعجع و»حزب القوات اللبنانية»… ولا شك أنّ شعار «حربهم» ضد هذه الآفة القاتلة التي تفتك بمجتمعنا، وتصيب أجيالنا الطالعة إصابات شديدة… نقول إنّ شعار هذه الحرب «حياتك أبدى» هو شعار في محلّه…
فإلى المزيد من هذه المبادرات المهمة ذات الفائدة العميمة.