IMLebanon

الحرب على «ثقافة» داعش

أجواء الخوف والقلق التي تسببت بها «ثقافة» داعش في العالم٬ خانقة ومثيرة للحيرة والإحباط في العالم كله.

شاب أسمر من أصول مسلمة٬ يطعن الناس ويقتلهم في محطة مترو بلندن٬ واضح من خلال ماُنشر عنه أنه من حثالة الشوارع٬ُعثر في هاتفه الجوال على مقاطع لـ«داعش» وتفاعلات مع صفحاتهم.

شاب أميركي من أصل باكستاني٬ مع زوجته المجرمة٬ يطلقان النار بسعار على الناس في كاليفورنيا بأميركا فيقتلان 14 إنساًنا بريًئا ويجرحان غيرهم٬ ويتبين أنهما قد بايعا «داعش» أخيًرا على «فيسبوك».

شاب بريطاني٬ من أصل بريطاني خالص٬ صاحب سوابق كثيرة٬ أشهر إسلامه٬ واختار أن يكون إسلامه على الطريقة الهمجية الداعشية٬ يهدد نائبة من حزب المحافظين بقنبلة لتصويتها مع قرار الحكومة البريطانية بضرب «داعش» في سوريا.

أصبحنا أمام حوادث شبه يومية من هذا النوع في العالم٬ وكل حادثة تلهم آخرين من المرضى والسفلة في بقاع العالم.

كيف الخلاص؟

أولا بالتعرف الحقيقي على المشكلة٬ من دون خداع للذات٬ فنحن أمام «تمدد» وانتشار لفكر وثقافة موجودة لم يتم علاجها من جذورها.

فكرة تقسيم العالم إلى معسكري حرب وسلم؛ كفر يجب غزوه٬ وإسلام يجب تطهيره٬ هذه الثقافة متجذرة في نفوس كثير من المنتسبين للإسلام٬ مع الأسف٬ ولا توضع اليد على مكامن الورم الفكري التربوي هذا.

على العكس٬ كلما حاول باحث أو عالم تحييد هذه الأفكار من الثقافة العامة٬ من حلقات المساجد ومنابر الجوامع وقاعات التدريس ومجالس الحكي٬ اتهم بالعمالة والتغريب٬ ولقي الخذلان من كل سلطات الدول العربية والمسلمة٬ وترك نهًبا للانتهازيين والغوغاء من خلفهم.

البداية الحقيقية «الجذرية» هي مواجهة هذه الثقافة٬ وتحمل كل التبعات التي تنجم عن هذه المواجهة٬ مهما بلغت من صعوبة.

من يقول إن «داعش» وقبلها «القاعدة»٬ وغيرهما من الدمامل الفكرية٬ من صنع المخابرات٬ أي مخابرات٬ أو هي بسب وجود ظلم سياسي٬ حرمان اقتصادي اجتماعي ما٬ يهرب من الحقيقة الواضحة٬ وهي أننا إزاء مشكل «تربوي ثقافي».

نعم٬ «داعش» وأمثالها٬ لا تعبر عن «الغالبية» المسلمة في العالم٬ وضررهم مَّس بلاد المسلمين ومصالحهم قبل أن يمس الغرب٬ هذا لا ريب فيه. لكن الواقع هو أن عدم شن الحرب الفكرية النفسية٬ وليس فقط الحرب العسكرية الأمنية٬ على الثقافة التي ولدت «القاعدة» و«داعش» وأمثالهما٬ هو الذي سيجني على كل المسلمين في العالم٬ ومنهم من يحمل جنسية البلدان الغربية.

إنها حرب الغالبية المسلمة٬ في الأساس٬ صوًنا للإسلام وحماية لغالب المسلمين.