IMLebanon

الحرب على “داعش” تحجب إيران في الجولان احتواء الضربة وسط شبكة تعقيدات النووي

نقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني اسرائيلي ان الجنرال الايراني الذي قتل في الضربة الجوية الاسرائيلية في الجولان لم يكن مستهدفا وان اسرائيل اعتقدت انها تهاجم مسلحين عاديين. فهذه الصيغة توازي تلك التي استخدمها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في حرب 2006 قائلا: “لو كنت أعلم” بحيث تفيد انه لو علمت اسرائيل بان هناك قياديا ايرانيا لما اقدمت على القيام بما قامت به. فهذا الكلام يكشف جملة امور، من بينها محاذرة اسرائيل فتح حرب مع ايران في هذه المرحلة وعدم رغبتها، وفق مصادر سياسية، في ان تتحمل مسؤولية مباشرة في عرقلة مسار المفاوضات الجارية بين الدول الغربية مع ايران حول ملفها النووي والذي يبدو باقرار من الدول الغربية في الايام الاخيرة سائرا الى ايجابيات قريبة، وهو الامر الذي دفع بها الى هذا التبرير تحت وطأة عتب اميركي، ترجح المصادر حصوله، على العملية العسكرية التي ادت الى سقوط جنرال ايراني في الجولان في توقيت غير ملائم بالنسبة الى مسار هذه المفاوضات. اذ من غير المحتمل ان تعمد الادارة الاميركية الى بذل جهود بالغة مع الكونغرس من اجل عدم فرض عقوبات جديدة على ايران حماية للمفاوضات القائمة فيما تخاطر بان تؤدي عملية عسكرية يذهب ضحيتها جنرال ايراني في الجولان الى إضعاف الموقف الاميركي او الى تطيير المفاوضات. وكان لافتا في هذا الاطار تخصيص الرئيس الاميركي ايران في خطاب الاتحاد في اتجاه الطلب من الكونغرس عدم فرض عقوبات جديدة واعطاء فرصة لنجاح المفاوضات على رغم ان الوضع في منطقة الشرق الاوسط يغلي على وقع ازمات متعددة في دول كثيرة منها. ولا تستبعد المصادر حصول اتصالات ديبلوماسية ساهمت في حصر المسألة في اطارها من دون وجود اي ابعاد لها بحيث سمحت لوزير الخارجية الايراني جواد ظريف الاعلان الاثنين انه يتوجه الى لقاء نظيره الاميركي في دافوس وكذلك نظرائه الغربيين في مجموعة الخمس زائد واحد، ما يفيد ان ايران عزلت الموضوع عن خلفيات اميركية له في الدرجة الاولى واعطت رسالة قوية في هذا الاتجاه عبر هذا الموقف. في حين ان الموقف الاسرائيلي الاعتذاري يعتقد انه كان مطلوبا اميركيا ايضا من اجل تخفيف التوتر والضغط عن المسؤولين الايرانيين المفاوضين على رغم اعلاء صوت المسؤولين الامنيين بالانتقام من اسرائيل، لكن من دون التقليل من سعي اسرائيل الى احتواء مفاعيل الضربة العسكرية ورد الفعل المحتمل من جانب ايران.

وتشير مصادر ديبلوماسية الى انه كان لافتا عدم استقطاب العملية العسكرية اي رد فعل على مستوى اقليمي او دولي باستثناء موقف ايران في حين ان هذا الواقع الظاهري لا يعكس مدى المخاوف الكبيرة التي ساورت عواصم كثيرة من احتمالات تصعيد ربما يؤدي الى فتح جبهة حرب في غير اوانها وظروفها خصوصا اذا كان سيأخذ الاهتمام والانظار من امام الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق. وهذه النقطة تشكل اساسا في حسابات ايران بالمقدار نفسه الذي لا يناسبها اطاحة الفرصة المتاحة امام اتفاق على الملف النووي.الا ان الاسئلة التي تثيرها المصادر المعنية خارج التساؤل حول مدى العلنية في تصرف الحزب والقائد الايراني في محيط معاد تتمحور على جملة امور من بينها: عدم اثارة اي عاصمة خارجية وجود جنرال ايراني في القنيطرة على الحدود المحتلة مع اسرائيل وما اذا كان ذلك يعني التسليم دوليا بوجود ايران في سوريا ومساعدتها مع “حزب الله” الرئيس السوري بشار الاسد وصولا حتى الجولان باعتبار انه معروف الى حد بعيد مدى الانخراط الايراني في سوريا ولا يثير اعتراضات قوية غربية، ما يثير تساؤلات اذا ثمة تسليم بامكان ان تساعد ايران والحزب النظام في استعادة الجولان من معارضيه المنتمين الى جماعات متطرفة ام ان ذلك مرتبط بعدم الرغبة في تسليط الضوء على غير الحرب الدولية على داعش، وفق ما ترجح المصادر. ذلك علما انه سبق لجنرال ايراني آخر هو حسن شاطري ان اغتيل في طريقه من سوريا الى لبنان كما قيل وجرى التوعد بالانتقام له ايضا، في الوقت الذي قال الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في 21 شباط 2013 بعد ايام على الاغتيال ان شاطري لم يكن الاول الذي يقتل في مهمة مع الحزب ملمحا الى انخراط ايران عسكريا في نشاط الحزب مما يفترض ان ينهي الاستغراب الذي يبديه كثر عند كل محطة من هذا النوع في هذه النقطة بالذات، علما ان ثمة موقفا ايضا لمرشد الثورة الايرانية عام 2012 يقول فيه “اننا تدخلنا في عمليات ضد اسرائيل ما ادى الى نصر في 33 يوما من الحرب التي قادها “حزب الله” ضد اسرائيل في 2006 وفي حرب الـ22 يوما في قطاع غزة” في ذلك الوقت.

التساؤل الآخر يتصل بما كشفته الغارة الاسرائيلية من انخراط للحزب وربما لإيران ايضا في منطقة باتت تجمع بين جملة مكونات لمعارضة سورية متطرفة وقوات سورية واخرى اسرائيلية يعملون جميعهم من ضمن منطقة متقاربة وما اذا كان ذلك من اجل مساعدة النظام في استرداد السيطرة على الجولان ام من اجل تثبيت المصالح الاستراتيجية الايرانية في الجولان بعد الجنوب اللبناني في موازاة التنازلات المحتملة.