نتنياهو يتباهى بتحقيق نصر باغتيال هنيّة وشكر… وسيُدخل دولته في الخراب
لم يعد السؤال هل سيرد محور المقاومة على الاعتداءات “الاسرائيلية” باغتيال فؤاد شكر، وهو قيادي جهادي كبير في حزب الله كما نعاه، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، ولم يفصل بين الاغتيالين سوى ساعات، الاول في حارة حريك بالضاحية الجنوبية والثاني في طهران، بل كيف سيكون الرد ومتى واين؟
بعد عملية طوفان الاقصى التي نفذتها كتائب القسام في حماس في مستوطنات غلاف غزة، التي هزت الكيان الصهيوني وامنه، وطُرح السؤال ايضا ماذا عن ساحات المقاومة؟ فكان الجواب في اليوم التالي لـ 7 تشرين الاول 2023 من الجنوب، فاعلن حزب الله فتح جبهة مساندة لغزة باشغال الجيش “الاسرائيلي” على “الجبهة الشمالية” مع لبنان، وهي مستمرة الا اذا توقفت الحرب على غزة ولحق حزب الله في لبنان.
الحوثيون او انصار الله في اليمن عطلوا الملاحة في البحر الاحمر، واقفلوا باب المندب امام سفن العدو الاسرائيلي وكل سفينة ستدخل ميناء “حيفا”، وقصفوا “تل ابيب”، وتبعهما الحشد الشعبي في العراق، الذي لم يوفر ميناء “ايلات” ولا القوات الاميركية في قواعدها، وعندما استهدفت “اسرائيل” القنصلية الايرانية في دمشق وقتلت مسؤولين فيها ومن الحرس الثوري الايراني، ردت طهران بارسال مسيرات الى عمق الكيان الصهيوني وقصفت اهدافا محددة.
محور المقاومة جاهز للرد ، وهو يدرس آلية الرد بشكل منفرد لكل ساحة، او من كل الساحات او الجبهات مجتمعة. ويؤكد مصدر قيادي في المقاومة ان الرد آتٍ ولن يتأخر ، وسيكون نوعيا لجهة استهداف قادة للعدو سواء من العسكريين او السياسيين، ولدى هذا المحور بنك اهداف يشمل شخصيات بارزة تبدأ من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الى وزير الدفاع يواف غالانت وغيرهما من الوزراء، لا سيما المتطرفين منهم كاتيمار بن غفير ويزائيل سموتريتش، اضافة الى قادة عسكريين كبار.
ويبحث قادة محور المقاومة في اساليب الرد، وينتظره العدو الاسرائيلي الذي دخل بمغامرة ستكون مكلفة له، يقول المصدر، ولن يترك لنتنياهو فرصة بانه حقق انتصارا كما يتباهى بقتل قائدين للمقاومة، وتسريبه خبرا قبل حوالى الشهر عن اغتيال محمد الضيف، وهو القائد العسكري لكتائب القسام، اذ انه يحاول اعادة الهيبة الى المؤسستين العسكرية والامنية، وقد اصابهما الاحباط منذ عملية 7 تشرين الاول، وما تبع ذلك من فشل للجيش “الاسرائيلي” في تحقيق اهدافه باجتياح غزة، فلم يقض على حماس عسكريا ومثلها حزب الله، فلجأ الى اسلوبه الجديد – القديم وهو الاغتيالات، التي امتاز بها منذ سبعينات القرن الماضي باستهداف قيادات المقاومة الفلسطينية في لبنان والخارج. وهو استخدمه ضد حزب الله فنفذ اغتيالات ضد قادته، وابرزهم السيد عباس الموسوي الامين العام لحزب الله، وعماد مغنية القائد العسكري وغيرهما من القادة، لا سيما الذين سقطوا في مساندة غزة، وهذا ما فعله مع قادة حماس فاغتال منهم العديد، ومن ابرزهم يحيى عياش واحمد الرنتيسي وصالح العاروري.
من هنا ، فان الرد متوقع ان يكون من كل الساحات السبع، ويبدأ من ايران الى العراق فسوريا ولبنان واليمن اضافة الى غزة والضفة الغربية، فيؤكد محور المقاومة على وحدته السياسية والعسكرية وعلى قراره الموحد، وفق المصدر الذي يشير الى ان الكيان الصهيوني سيشهد جحيم نار لم يعرفه منذ نشوئه قبل 75 عاما واغتصابه لفلسطين، وقد يكون ذلك هو “الخراب الثالث” لدى “اليهود التوراتيون”، الذين يتوقعون نهاية دولتهم التي لم تعمر سوى 70 عاما في التاريخ، فسبى الملك النبابلي نبوخذ نصر شعبها ثلاثة آلاف عام من مجيء السيد المسيح، ثم الرومان قبل نحو اكثر من الفي عام.
فالحرب واقعة مع العدو الاسرائيلي الذي ادخله نتنياهو فيها، عله يحقق نصرا اعتبره حصل باغتيال هنية وشكر، ولم يعلم انه قطع الطريق على كل مفاوضات بشأن تبادل الاسرى، والغى كل تسوية سياسية. ولم يعد السؤال ما هو اليوم التالي بشأن فلسطين وادارة غزة وموقع السلطة الفلسطينية، بل بات السؤال هو حول وجود “اسرائيل” ككيان غاصب. كما ان ساحات المقاومة ومحورها هي ايضا امام سؤال: ماذا عن اليوم التالي؟ هل تلحق الهزيمة به وتسود “اسرائيل” ويتوسع التطبيع، وتقع المنطقة تحت الهيمنة الاميركية – “الاسرائيلية”؟
هي اسئلة مطروحة على طرفي الصراع، واعلن نتنياهو منذ بدء الحرب على غزة ان خريطة جديدة للشرق الاوسط سترسم بعدها، وسيعزز اتفاق “ابراهام” الذي دعا الموقعين عليه للمشاركة في الحرب على ايران وفصائلها في المنطقة، التي تقف على حافة حرب ارادتها اميركا، ولكنها لم تتمكن من وقفها، في وقت تخوض محور المقاومة حرب ازالة “الغدة السرطانية” من جسد الامة وهي “اسرائيل”.