Site icon IMLebanon

حرب على المطامر!

لم ينتظروا الى الثلاثاء، ليشنّوا حرباً على المطامر.

اجتمعوا، درسوا، وعالجوا الأزمة في جمهورية النفايات.

كان هناك وزير البيئة محمد المشنوق.

لم يشنق صاحب المعالي نفسه.

بل، نزل الى الأرض.

واجتمع الى رؤساء البلديات.

وتوّج اللقاء برئيس حزب الكتائب النائب الشيخ سامي الجميّل.

وخرج الجميع، بعد الدرس والمعاناة بحلول قد تمهّد لمخارج من أزمة قد تطيح بالبلاد.

الوزير صاحب همّة.

جاء الى الحكومة، من مدرسة واحدة، يرعاها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام.

أسسها قبل نصف قرن الرئيس صائب سلام.

وساند، يومئذ رئيس الجمهورية سليمان فرنجيه.

وكان، من روّادها وزير الداخلية عبدالله المشنوق.

لا أحد منهم صمت أمام التحديات.

لكنهم عقدوا العزم على محاربة الأزمات.

ويوم قاطع المسيحيون الانتخابات، قاطعها الرئيس صائب سلام.

وكان في طليعة المقاطعين تمام سلام.

دولته، لأنه رئيس حكومة.

والوزير المشنوق وقف مع تمام سلام في المعارك النيابية.

وهو الآن الى جانبه في المعارك الوزارية.

ورئيس الكتائب الجديد، يقود الحرب على الفساد، وفي المقدمة الحرب على المطامر في جمهورية النفايات.

الناس، صفقوا للوزير المشنوق، وهو يعلن الحرب على المطامر، انطلاقاً من كل منطقة، محاطاً بحشد من رؤساء البلديات.

كان هناك نهاد نوفل، الذي يقود العمل البلدي في ذوق مكايل، منذ العام ١٩٦٣.

ورؤساء بلديات الشيّاح وفرن الشباك والحازمية والشبانية.

جمهور من رؤساء الاتحادات البلدية يتطوّعون لقيادة الحرب على النفايات.

***

في العام ١٩٧٩، قاد كميل عبدالله الحرب على النفايات، يوم لم تكن في البلاد وزارة بيئة.

والمظهر السياحي، في العاصمة والضواحي وقد شوّهته جيوش الذباب والبرغش، مع اطلالة فصل الصيف. بدا رهيباً أمام الكوارث البيئية، خصوصاً، يوم أصبحت أقوى مما هو معروف.

ووجد كميل عبدالله، ان من المفيد التذكير بأن النفايات بدأت تشكّل مصدر ثروة لمعظم الدول الأوروبية، للافادة منها في صناعات مختلفة، ذلك ان نصف كمية الورق التي تستهلكه فرنسا مصنوع من النفايات.

وبريطانيا تكرّر النفايات، فتصنع منها السماد الكيماوي للزراعة.

كما انها عامل مهمّ في انتاج الكهرباء والمواد البلاستيكية والزيوت.

ويتساءل: اذا ما كانت مصدراً صناعياً في الغرب، لماذا تصبح في لبنان مصدر ازعاج، ومسبّبة للأمراض.

***

كان الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو، يقول في كتابه الطاعون انه ليس المهم أن نحارب الطاعون، بل المهم أن نحارب وسيلة نقل هذا المرض، وهي الجرذان والبعوض وبذلك نختصر الحرب وننتصر على هذه الآفة.

أمس، كانت بداية السير على طريق التحرر من أمراض تفتك بالانسان.

صحيح، ان المشكلة مع الدولة طويلة، لكن اللبنانيين، بدأوا عملياً الحرب المطلوبة على طاعون ألبير كامو، ولو سجل وقائعه في كتاب.

يقول كميل عبدالله، انه لو أبصر النور مشروع معمل النفايات، فان اللبنانيين كانوا سيكسبون الأمن والصحة والنظافة.

والأهم من الجميع كانوا قد ربحوا مشروع الدولة أيضاً!