Site icon IMLebanon

الحرب على «النصرة» … واين «داعش»؟!

 

جاء تكرار المشاهد الحربية التي يبثها تلفزيون «المنار» يوميا ودوريا عن المواجهات الدائرة في جرود عرسال ورأس بعلبك ويونين وكأنها مكررة، لاسيما ان الحركة الحربية في المناطق المشار اليها لا تتجاوز الاربعين كيلو مترا مربعا، على رغم ما يعنيه ذلك من «دوران اعلامي» غير منطقي، لاسيما ان الاندفاعة القتالية دخلت اسبوعها الرابع، ولا يعقل بالتالي ان تستمر  مكانها، كي لا يقال مثلا ان مجاهدي حزب الله يدورون  في حلقة مفرغة (…)

ويقال عن الاعلام الحربي لدى حزب الله انه متطور كفاية، لكن تكرار المشاهد القتالية لا يوحي باقتراب موعد الخلاص من التكفيريين، على رغم ما حصل ويحصل في الجهة المقابلة من القلمون السورية، التي يقال ان جيش النظام السوري لم يوفرها لا برا ولا جوا، من غير ان يعني ذلك ان التكفيريين اصبحوا على طريق خسارة حربهم هناك والا لن يكون معنى للمواجهات هناك طالما استمرت الحرب على ما هي عليه منذ بداياتها!

اشارة في هذا السياق الى ان مقاتلي النصرة لا يملكون دبابات وناقلات جند ومدرعات قادرة على مجابهة ما لدى حزب الله من قدرات في السلاح والعتاد والعديد والاليات، لكن استمرار المواجهات طويلا لن يكون في مصلحة الحزب، حيث يقال ان عدد شهدائه قد فاق العشرات، من دون تحديد ما هي خسارة الخصم الذي يستخدم وسائل قتالية غير تقليدية، كما دلت الاخبار والتجارب، خصوصا ان حرية الحركة لديهم غير متوفرة كما لدى حزب الله!

واللافت، في هذا الخصوص ان مجالات مساعدة  التكفيريين ضيقة جدا وهذا ما يقوله الاعلام السوري وهكذا اعلام حزب الله، ما يوحي وكأن استمرار المعارك لا يصب في مصلحة الحزب نسبيا وهذا ما يراه خبراء في الشؤون العسكرية، خصوصا بالنسبة الى انعدام وسائل التموين من طعام وشراب ومواد قتالية من الصعب ان تكون مؤمنة بشكل طبيعي الا في حال بقاء خطوط من منطقة القلمون السورية مكشوفة بعكس ما يقال عن تطويقها وبالتالي اسقاطها بيد قوى الاسد؟!

ويقال عن معارك مناطق الجرود انها لم تعد تسمح بحرية الحركة بالنسبة الى جماعة النصرة ولكن ماذا بالنسبة الى جماعة داعش التي تبدو محيدة، حيث لم يعد حزب الله ولا الاعلام الرسمي السوري يأتي على ذكرها في منطقة القلمون، بما في ذلك غرب ريف دمشق ما يوحي وكأن  سلطة المتطرفين هناك باتت تحت راية النصرة، والا لن يكون تفسير منطقي  لتجاهل وجود داعش في منطقة طويلة عريضة على طول جرود عرسال ورأس بعلبك ويونين (…) وهي مساحة لا تقل عن تسعين كيلو مترا مربعا.

لذا، يقال عن مجالات تأكيد مواجهات حزب الله محصورة بالنصرة ليس الا فيما تدل المعطيات على ان قتال الحزب يتم على مختلف الجبهات ولا يعقل ان يكون محصورا بجماعة النصرة والا لما كان قبول لتحييد داعش الذي تردد في اوساط معينة انه على علاقة طيبة ووطيدة مع نظام بشار الاسد، لاسيما ان ما قيل عن تنظيف ريف دمشق الغربي من الداعشيين لم يكن دقيقا في المعلومات التي يبثها تباعا الجيش السوري فيما لم يتطرق اليها الجيش الحر ولا اي فصيل معارض؟

هذه المعلومات لا بد من طرحها في مجال تحليل معارك القلمون وصولا الى جرود عرسال ورأس بعلبك ويونين، كي لا يقال ان داعش محيدة من جانب نظام الاسد لكن ذلك من الضروري اخذه في الاعتبار السياسي والعسكري ازاء ما تشهده سوريا من قتال مع النصرة ومع داعش في وقت واحد، وكي لا يقال لاحقا ان جماعة داعش محيدة في الصراع الدائر على الحدود اللبنانية – السورية، بما في ذلك في العمق السوري، لاسيما ان ما قيل عن مجزرة قلب اللوزة اقتصر تنفيذه على النصرة بدليل مراجعاتها وتبنيها ما حصل (…)

ماذا تفعل داعش في هذا الوقت من القتال الدائر بين حزب الله والنصرة؟ العارفون يجزمون ان مقاتلي داعش غير موجودين في المناطق القتالية التي تتواجد فيها النصرة، ما يعني ان كل ما قيل عن داعش على الحدود اللبنانية غير صحيح، بما في ذلك انتشار داعش في الجرود اللبنانية ان في عرسال او في رأس بعلبك ويونين او في اي مكان اخر مما يقال ان داعش منتشرة فيه، فضلا عن ان معلومات القوى النظامية اللبنانية لم تشر بدورها الى تنظيم داعش ولا اماكن انتشاره؟!

ومن الان الى حين  وضوح الرؤية العسكرية لما يجري في المناطق الجردية، من الضروري القول ان الامور ملتبسة على الجميع اقله بالنسبة الى المواجهات الدائرة بين حزب الله والنصرة، حيث لم يقل احد ان مقاتلي داعش من بين من يحاربهم الحزب هناك الامر الذي يترك انطباعا بان العدو مقتصر على النصرة (…)؟!