دولته تعب من السفر.
وتعب أيضاً من عناء الحوار.
لكنه في النهاية اقترح مخرجاً من أزمة تعصف في البلاد.
والمخرج متعب مثل السفر والحوار.
لكنه، أراد أن يكون المخرج، خروجاً من أزمة، لا دخولاً في أزمة جديدة.
هذه المرة يريد دولته حلاً يقود الى قانون جديد للانتخابات.
عامان، ولبنان من دون قانون جديد للانتخابات.
أو من دون رئيس جمهورية على قمة البلاد.
ولو صدق الناس، لأدركوا أن المشكلة تكمن في أن السياسيين يدورون ويعودون الى نقطة الصفر.
أي أنهم ليسوا مسؤولين عن الفراغ.
ثمة في البلاد سياسيون، يريدون منذ قرابة العامين، رئيساً للبلاد، يكون مجرد خيال صحراء.
دولته يعرف أن مشاكل البلاد، تتأزم، وتتعقد، لأن هناك من لا يريد رئيساً يقود البلاد، بل مجرد رئيس ينقاد ولا يقود.
منذ سنوات طلعوا ب حل، ثم جعلوه ربطة عنق للنظام، لا رابط بين العقدة والحل.
رحل الأستاذ فؤاد بطرس، ومعه مائة عام تقريباً، ولم يكتشفوا كما فعل كولومبس، أنه اكتشف الهند لا أميركا لأن الأخيرة ليست حلاً لأي مشكلة أو دولة في العالم.
كانت العقدة بين النظام الأكثري والنظام النسبي.
وعندما استوحى مع مجموعة من العلماء، مشروع قانون يجمع بين الاثنين، أجهضوه، وأخفوه في الأدراج.
لا الحاكم استساغه.
ولا المحكومون تركوهم يصفقون له.
تلك هي مأساة السلطة، في وطن تتسلط فيه السلطة على الناس.
دولته طلع بقانون جديد.
هل يمشي أم يمشون عليه؟
هل يريدون العودة الى قانون العام ١٩٦٠.
الرئيس فؤاد شهاب صاحبه أنكره بعد سنوات.
وهم لا يجدون سواه صالحاً للانتخابات.
سؤال واحد يتردّد على الوجوه والألسنة.
لماذا جاؤوا، بعد أكثر من عشر سنوات، بالأستاذ زياد بارود الى وزارة الداخلية.
اعتقد الناس ان فؤاد بطرس نصحهم به.
لكنه، قال، أو اعتقد، ان الذي أتى به الى الداخلية، لم يكن يريد الافادة من تجربته مع فؤاد بطرس.
رحل، ورحل معه تراث الوزير الراحل، ومعه فريق عمله.
وجيء بعده بالوزير مروان شربل، وحاول دمج القانونين الأكثري والنسبي، لكنه طار، وطار معه القانون المدموج.
والآن، يحتل الداخلية الوزير نهاد المشنوق، حافظ أسرار الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله الرئيس سعد.
ومع ذلك يفتحون النار عليه، وعلى بعض فريق عمله.
لا العلقة بين المشنوق والوزير السابق وليد جنبلاط سهلة.
ولا الخناقة بين الزعيم التقدمي وعبدالمنعم يوسف تمرّ في سلام.
لكن العارفين بالأسرار، يقولون إن وزير الداخلية الحالي رفض هدايا من ذهب وألماس، لأنه يقول، إن من عمل مع الرئيس الحريري، لا يقبل هدايا من أحد.
أما عبدالمنعم يوسف، فلا أحد قدر أن يأخذ عليه ملامة أو يسجّل عيباً عليه طوال فترات عمله، على رغم انهم أدخلوه الى السجون، وخرج منها كبيراً.