Site icon IMLebanon

وردة الزّامل.. تكلّم حتى أراك

 

ليس سرّاً أنني من متابعي الإعلامية المميّزة السيدة وردة الزّامل في صالون السبت، ومنذ سنوات طوال. ودائماً أشعر بشيء من التعاطف مع ضيوفها المحترمين لأنهم يخضعون لتجربة الاستماع بالمعنى الديموقراطي، أي أنهم يتعرضون لكافة الأسئلة غير المتوقعة وعلى الهواء مباشرة. ولم استطع مرة واحدة ان أتوقع  أسئلة الإعلامية الصديقة وردة الزامل، ما يجعلني أفضّل أن أكون مستمعاً على أن أكون ضيفاً.

المقدّمة الإذاعية لصالون السبت تكون عادة بصياغة مجموعة من العناوين السياسية اليومية يكون التعليق عليها بالأغاني التي تعبّر عن حالنا بشكل أفضل بكثير من كتاباتنا وأحاديثنا. وتأخذ الأغاني المستمع الى مساحات من الطبيعة الجميلة والألوان والفرح، فيصبح صالون السبت بالنسبة للمستمع أشبه بصباح الأعياد لدى الاطفال، ويدخل البصري على السمعي فيعتقد المستمع ان استوديو صالون السبت يتّسع للمئات وربما للآلاف في حين أنّه مترين بمترين، لا أكثر ولا أقل.

النبرة العالية التي تخاطب فيها العزيزة ورده ضيوفها تلزمهم على الحديث بكلّ شفافية وتحتّم عليهم إخراج ما بداخلهم من مواقف ومعلومات وأوجاع وأحلام. يعني أنّ استوديو صالون السبت هو أشبه بغرفة عمليات يخضع فيها الضيف الى عملية تخدير لتستأصل منه كلّ أوجاعه السياسية.

يعرف الجميع ان وردة ليست إعلامية من دون موقف، لذلك ليس بمقدور احد الهروب من اصرارها على انتزاع المواقف من ضيوفها بأدب وسلاسة. وهنا اعرف الكثيرين ممن احترفوا سياسية اللاموقف واضطروا في صالون السبت أن يخالفوا طبيعتهم  ويصرّحوا بمواقفهم على الهواء.

صالون السبت لا يحتاج الى اناقة الملابس وحسن الهندام. هناك فقط تعرف ماذا كان يعني سقراط عندما قال: «تكلّم حتى أراك». في صالون السبت يرى الناس ما في داخلنا ولا يهتمون بأدوات الزينة والمكياج الذي نخضع له عندما نطلّ على شاشات التلفاز.

سأكون اليوم ضيف الصديقة وردة في صالون السبت، وَيَا خوف فؤادي من هذا اللقاء! ستسألني عن الحوار، وضميري يجعلني أقول الضرب بالميت حرام! فكيف سأتعامل مع هذا السؤال والصغار والكبار في لبنان يهزأون من عملية الحوار؟ وكيف سأجيب على أسئلتها عن الرئاسة والشغور والتعطيل وتدمير المؤسسات وكلانا يعرف أنّ هؤلاء غير معنيّين بمستقبل لبنان؟

ماذا سأقول لوردة عند الثامنة والنصف من هذا الصباح إذا سألتني عن الوحدة الوطنية والدولة المدنية وعن عشرات الآلاف من طلاب الجامعات؟ ماذا سأقول عن الأحزاب والطوائف والحريات العامة والفساد وعن المرافق والمطار، وعن الحكومة والبرلمان، وعن القادة والزعماء والسفارات؟

السبت الماضي كنت أتابع الصديق صلاح سلام مع العزيزة وردة وهو يحاول أن يبحث عن الاجابات الهادئة وتغليب الإيجابيات على السلبيات, إلا أنه لم يتمكّن من تفادي غضبه وسخطه على الوضع المتردي، والعزيزة وردة لم تترك زاوية إلا وأقفلتها بالمعلومات والتصريحات. ولم أكن يومها أتوقع أن أكون اليوم ضيف صالون السبت، لذا قررت الكتابة عن هذا اللقاء، طالباً منكم الدعاء.