Site icon IMLebanon

مجموعة محاذير لمقاطعة باسيل زيارة بان

مجموعة محاذير لمقاطعة باسيل زيارة بان موقف رسمي أم تحكّم ديبلوماسية فريق؟

اهتمت مصادر سياسية وديبلوماسية بمحاولة معرفة ما إذا كانت مقاطعة وزير الخارجية جبران باسيل لزيارة الامين العام للامم المتحدة بان كيمون رسالة سياسية أم رسالة شخصية اعتراضا على عدم تخصيص بان وزارة الخارجية بزيارة أسوة بوزارة الدفاع والمقار الرسمية الاخرى كرئاستي مجلس النواب والحكومة. فالأسباب أو الذرائع التي نقلتها وسائل الاعلام لا ترقى في الواقع الى أسباب حقيقية عن عدم استقبال باسيل الامين العام للمنظمة الدولية، انطلاقا من ان الاستقبال شأن ديبلوماسي ومن مسؤولية وزير الخارجية الذي يقع على عاتقه مرافقة المسؤول الدولي في كل جولاته، خصوصا ان الاخير يرأس منظمة دولية تشارك فيها جميع دول العالم. واذا كان الامر يتصل بما نقل عن خلاف في وجهات النظر بالنسبة الى موضوع اللاجئين السوريين، فإن باسيل يكون قد فوت من موقعه فرصة ان يتحدث مع بان في وجهة نظر لبنان عن اللاجئين ورفض توطينهم، في حال كان ذلك واردا، من أجل إقناعه بوجهة نظره وصرف النظر عن الموضوع. فالمسائل الديبلوماسية لا تعالج بالانسحاب، بل بالحوار ومحاولة الاقناع وابراز وجهة نظر لبنان. والبعض يعتقد ان باسيل فوّت فرصة اخرى. فمقاطعة الزيارة تعني ترجمتها عمليا تهميش الفريق المسيحي الذي يشكو دوما تهميش الآخرين لموقع المسيحيين ودورهم من دون أي دور للاخرين من شركاء الوطن في ذلك، حتى لو كان السبب يتعلق بعدم زيارة بان وزارة الخارجية، وهذه الاخيرة لا تحل مكان رئاسة الجمهورية المسيحية في ظل الشغور الرئاسي. ويفضل الزوار الديبلوماسيون تخصيص بكركي بزيارة بدل زيارة قصر بعبدا، حتى إشعار آخر. لكن من المهم بالنسبة الى الفريق الذي يمثله باسيل أن يكون حاضرا ومشاركا في كل جلسات العمل التي عقدت مع الوفد الدولي الذي لم يقتصر على الأمين العام للمنظمة الدولية وان يسعى لتكون وجهة نظره حاضرة في كل الملفات التي تثار أو تطرح، أو ربما السعي الى اقتراحات محددة في ملفات أخرى، خصوصا متى اعتبر نفسه صاحب رأي أو موقف يدافع عنه بقوة على غير ما يفعل الأفرقاء الآخرون. أما لجهة النأي بالنفس عن الزيارة لأسباب خاصة أو شخصية، فمن غير المرجح أن تؤثر المقاطعة على زيارة بان وتقتصر تبعاتها على وزير الخارجية لاحقا في ظل تساؤلات عمن يمثل في موقفه اذا كان يمثل المسيحيين استنادا الى ما يقوله عن ان تياره هو الاكثر تمثيلا للمسيحيين.

ويعتقد مراقبون أن أسباب مقاطعة باسيل لبان، وإن تكن شخصية، فهي أكثر ما تكون بعدا عن الديبلوماسية ومراعاة لمصلحة لبنان، وقد فتحت أمام هذه المصادر بابا للتكهّن الواسع في أمرين: الاول ما اذا كانت تترجم اعتراضا ضمنيا من جزء من الحكومة يمثله رئيس التيار العوني ونتيجة التحالف القائم بين التيار وحزب اللهعلى الموقف الاخير لبان من الحزب، في بيانه عن تنفيذ القرار 1701، اذ قال قبل عشرة ايام من زيارته ان سلاح الحزب لا يوفر الحماية للبنان كما يدعي الحزب، بل يقوض حكم القانون اللبناني ويشكل تهديدا للسيادة والاستقرار“. وتكون مقاطعة باسيل رسالة غير مباشرة للامين العام للمنظمة الدولية عن عدم ارتياح الحزب الى مواقفه، خصوصا أنه تحت ضغط عربي ودولي كبير راهنا. فهل لبنان الرسمي الذي يفترض أن وزير الخارجية يمثله غير راض عن زيارة الأمين العام للمنظمة الدولية والوفد الدولي الذي يرافقه؟ فهذه الرسالة السياسية يصعب الجهر بها علنا، لكنها تبقى غير مستبعدة في ظل جملة اعتبارات تتصل بالتضامن بين طرفي هذا التحالف، من دون أن يكون الحزب في الواجهة، كما تتصل بواقع بات مرتبطا بوزير الخارجية بالذات، نتيجة ما أصاب علاقات لبنان مع الدول الخليجية على أثر مواقف للوزير باسيل في محطات عربية في القاهرة او جدة. لكن في ظل الانقسامات المعروفة في الحكومة، فإن مقاطعة باسيل قد تعني سياسيا أيضا أن هناك رأيا حكوميا مختلفا وأن هناك جزءا من الحكومة لا ينسجم مع السياسة المتفق عليها من ضمن الحكومة بغض النظر عن المواضيع المطروحة. لكنه جزء يكمل سياسة الحكومة من الموقف من الدول العربية ويضيف شرخا الى الشرخ القائم في الحكومة في مسائل غير محددة، علما أن البعض يقول في موضوع اللاجئين او توطينهم كما يصر باسيل وكأنما يتهم الاخرين ضمنا بالعمل على مشروع او مخطط مماثل وهو يمثل الفريق الرافض لذلك في لعبة يعتبرها سياسيون كثر تدخل في إطار الشعبوية التي يمارسها التيار لاعتبارات خاصة به ليس الا. لكن هذا الاحتمال، اي ان تكون المقاطعة ربطا بموضوع الحزب، يرتب، إذا كان صحيحا، المزيد من التعقيدات أمام فريق يسعى الى ايصال رئيس للجمهورية يتبنى قضايا لبنان وليس قضايا فريق. أما الأمر الثاني فيتصل بما اذا كان باسيل يودّ تفادي السهام التي ستقع في خانة فريقه المعطل لانتخابات رئاسة الجمهورية، في حين أن الشروط التي حملها الوفد الدولي تتصل بضرورة الإفراج عن هذه الانتخابات من أجل الإفراج عن الآلية التي تسمح بوصول المساعدات والقروض للبنان. وبهذا المعنى قد يكون باسيل سعى الى تفادي إحراج موجه ضد فريقه بالذات، لكون هذا الفريق هو من يتحمل مسؤولية التعطيل تحت شعار انتخاب العماد ميشال عون او استمرار الفراغ.