Site icon IMLebanon

حروب الدفاع عن النفس!

يخوض «تيار المستقبل» حربا بمعارك كثيرة دفاعا عن نفسه أولا، وعن وزير الداخلية نهاد المشنوق ثانيا، وذلك بعد تسريب أفلام تعذيب الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية.

المعركة الأولى كانت داخلية، وقادها الرئيس سعد الحريري شخصياً لوقف صراع النفوذ الدائر بين بعض القيادات الزرقاء والذي وصل الى حدود التشف ي بالمشنوق في الساعات الأولى لتسريب الأفلام. ولذلك، أوفد الحريري مدير مكتبه نادر الحريري الى المشنوق تأكيداً على احتضانه وتغطيته، كما جاءت زيارة وزير العدل أشرف ريفي الى وزارة الداخلية بمثابة محاولة للإيحاء أن علاقته جيدة مع المشنوق.

وبذلك يمكن القول إن الحريري أخذ قضية الافلام المسربة من سجن رومية بصدره، متجاوزا غضب الشارع السني المطالب باسقاط المشنوق، لاعتقاده بأنه لا يزال قادرا على التحكم بهذا الشارع.

وبعدما اطمأن الحريري إلى تماسك تياره حيال قضية الأفلام المسربة، انتقل «المستقبل» من مرحلة الدفاع الى الهجوم، ففتح سلسلة معارك باتجاه الرئيس نجيب ميقاتي و «حزب الله» والعماد ميشال عون، متهما كلاً منهم بتسريب هذه الأفلام. ثمّ ما لبث أن ركّز اتهامه على «الحزب» مباشرة على لسان الوزير ريفي ولسان الأمين العام أحمد الحريري الذي نشط خلال اليومين الماضيين على مواقع التواصل الاجتماعي للتبرؤ مما قام به عناصر شعبة «المعلومات» واتهامهم بأنهم «من أتباع مدرسة بشار الأسد وحزب الله».

وما يثير الاستغراب أن قيادات «المستقبل» بدأت تركز على عملية تسريب الأفلام، متجاوزةً فعل التعذيب الذي طال عشرات السجناء والذي يشكل أساس هذه القضية. وهذا الأمر أثار حفيظة العديد من مشايخ «هيئة علماء المسلمين» والشارع السني الذي صب خلال الأيام الماضية جام غضبه على «التيار الأزرق» ووزير الداخلية.

وفي الوقت الذي جاء فيه اتهام «المستقبل» لميقاتي وعون بتسريب الأفلام فضفاضاً ولم يقنع أحداً، إنطلاقاً من عدم قدرة الرجلين على اختراق فرع «المعلومات»، يشير متابعون الى أن «حزب الله» قد يكون قادراً على الحصول على هذه الأفلام.

في تلك الحالة، يقول إسلاميون لـ «السفير» إنه «إذا كان صحيحاً أن الحزب يقف خلف تسريب أفلام التعذيب، فهو بذلك أسدى خدمة كبرى للشارع السني كونه كشف له حقيقة ما يحصل وما يتعرض له الشباب في أقبية سجن رومية».

ويبدو واضحاً أن «البروباغندا» الاعلامية الدفاعية التي اعتمدها «المستقبل» حيال الأفلام المسربة، لم تشفع له في الشارع الغاضب الذي يحمّل «التيار الأزرق» مسؤولية كل ما يحصل للشباب السنة منذ أن زجوا في السجون خلال عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2008 بعد معارك «فتح الاسلام».

ويشير ذلك الى أن «المستقبل» بدأ يفقد مناعته الشعبية التي كان يكتسبها من قضيتين بارزتين هما: مواجهة «حزب الله» ودعم المعارضة السورية المسلحة، وذلك في الوقت الذي ما زال فيه «التيار» يشارك «الحزب» في حكومة واحدة ويستعد للجلوس معه على طاولة الحوار في الجلسة رقم 14. أما في القضية السورية فان «المستقبل» بات يستشعر خطورة «داعش» و «النصرة» أكثر من «حزب الله»، بما يجعله يتمسك بشعار إسقاط النظام فقط.