الحروب جولات، والعدو الاسرائيلي قام بعدوان كبير بسلاحه الجوي فقصف بـ 1200 غارة من السادسة صباحا وحتى الخامسة بعد الظهر مدن وقرى الجنوب اضافة الى البقاع الشمالي والشمالي الشرقي وطلب من الاهالي النزوح من هذه القرى والمدن سواء من الجنوب ام من البقاع وحصل الامر في يوم واحد واستشهد اكثر من 540 شخصا بينهم اكثر من 65 طفلا واكثر من 130 امرأة اضافة الى كبار السن فكانت الصدمة كبيرة وبدأ مئات الالاف من النازحين الخروج من الجنوب نحو بيروت والمناطق الاخرى كذلك مناطق البقاع حيث حاول الاهالي الخروج باتجاه الاراضي السورية لكن صعوبات كبيرة واجهتهم على الحدود خاصة وان مواطنين كثيرين خرجوا من منازلهم تحت القصف دون ان يكون معهم اوراقهم الثبوتية نظرا الى وحشية الغارات والقاء عشرات الالاف القنابل والصواريخ عليهم.
الحروب جولات، وقد سجل العدو الاسرائيلي ضربة قوية ضد المواطنين اللبنانيين العزّل في مدنهم وقراهم ودفعهم للنزوح من الجنوب والبقاع، لكن هذه هي جولة وحتى اذا وقع الرعب في قلوب بعض المواطنين فان مقاومة حزب الله هي القوية وفي اليوم الثاني اي امس الثلاثاء بعدما حصل الاعتداء الاسرائيلي الكبير يوم الاثنين اطلقت مقاومة حزب الله اكثر من 450 صاروخا من راس الناقورة الى حيفا الى كافة المستوطنات وصولا الى الجولان السوري المحتل.
السيد حسن نصرالله قال في خطابه في احد الايام سنلجأ الى الميدان والميدان ليس استعمال الطائرات الاحدث التي زودتها الولايات المتحدة لاسرائيل كي تقوم باعنف غارات جوية ووحشية بل الميدان هو القتال على الارض والقتال البري وواشنطن قالت لاسرائيل على لسان وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن ان الهجوم البري ليس من مصلحة اسرائيل لكن نتنياهو يقول اذا لم ينفع الضغط العسكري بالغارات الجوية لاعادة المستوطنين الصهيونيين الى شمال فلسطين المحتلة فسنلجأ الى العمل البري وهنا يكون الميدان ومقاومة حزب الله هي الاقوى في الميدان وفي القتال البري وسيتلقى العدو الاسرائيلي ضربات موجعة حيث يستعمل المجاهدون من مقاومة حزب الله الصواريخ المضادة للدروع ولن يعرف جيش العدو الاسرائيلي الصهيوني من اين يظهر المجاهدون ويطلقون صواريخهم المضادة للدبابات وناقلات الجند والجرافات الثقيلة كما ان الصواريخ فادي 1 وفادي 2 وفادي 3 اضافة الى صواريخ الكاتيوشيا التي تصل الى 40 كيلومترا ستكون جاهزة للانطلاق نحو اهدافها واما الطائرات الاسرائيلية فلن يكون سهلا عليها معرفة من اين ينطلق المجاهدون لانهم ينطلقون من انفاق ومن مراكز تحت الارض ليتصدوا فوق الارض للتقدم البري الاسرائيلي ثم يختفون ويناورون.
نحن قوم اذا سقط منا 100 مجاهد شهيد فان 1000 مجاهد سيظهرون فجأة ويتابعون القتال والحرب وفي الميدان كما قال سماحة السيد حسن نصرالله واذا كان البعض يعتقد ان العدو الصهيوني قد انتصر بضربة الاثنين الجوية فهو مخطىء جدا او ضعيف النفس او ضعيف الايمان او ضعيف الثقة ولا يعرف حجم مقاومة حزب الله الحقيقية والفعلية التي لها تاريخ سواء في صد حرب1982 حتى اخراج العدو الاسرائيلي من كامل الاراضي اللبنانية ثم حرب الشريط الحدودي التي قام بها العدو الاسرائيلي وقاتل مقاومة حزب الله على مدى 18 سنة من عام 1982 حتى عام 2000 حتى هزمت المقاومة هذا الجيش الصهيوني وانسحب يجر اذيال الخيبة وراءه واعلن رئيس وزراء العدو الاسرائيلي يهود باراك الانسحاب الكامل حتى انه لم يسحب عناصر جيش لحد واغلق الابواب بين الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
النازحون من الجنوب والبقاع وهم ينقلون على اسطح سياراتهم بعض المفروشات والبطانيات يحملون في قلوبهم عزة نفس كانهم يسكنون القصور ويعرفون ان الحزن في قلوبهم الان هو ايمان بالمقاومة بانها ستنتصر في نهاية الامر. هؤلاء النازحون من الجنوب والبقاع سيكون القسم الاكبر منهم لاحقا هم المجاهدون في سبيل صد العدو الاسرائيلي ومنع دخوله البري كليا على لبنان، واذا كنا لا نملك صواريخ مضادة للطائرات كما يملك العدو الاسرائيلي طائرات حديثة اعطته اياها الولايات المتحدة لتزرع الصواريخ في اجسادنا فان قيم الولايات المتحدة الانسانية وما كتبه دستورها يداس في الوحل لما تقوم به اسرائيل وعيب على الولايات المتحدة ان تسلح دولة صهيونية في هذا الشكل وهذه الدولة لا تريد حل الدولتين ولا تريد اي سلام في المنطقة والخطر الصهيوني ليس فقط في قطاع غزة وليس فقط على جنوب لبنان بل هو خطر على الامد البعيد.
انه خطر يريد الهيمنة الصهيونية على كل الدول المحيطة بفلسطين المحتلة حيث الصهيونية استقدمت 8 ملايين يهودي واستوطنوا في فلسطين المحتلة ولهم طقوسهم وعقيدتهم الجامدة واذا كان الحلف الاطلسي يدعمهم من بريطانيا والمانيا وبعض الاسلحة من فرنسا والاهم احدث الانواع من الولايات المتحدة اضافة الى ارسال واشنطن حاملات الطائرات مع طواقمها اكثر من 14 مدمرة حربية وتقول للدفاع عن اسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها وحق الصهيونية في السيطرة على المنطقة، فان هذا الظلم لن يبقى وان الاحرار من غزة الى جنوب لبنان هم المنتصرون وان حربا اقليمية يستطيع حزب الله اطلاقها وهو ليس موجودا في مساحة قطاع غزة الذي هو 564 كيلومترا بل حزب الله موجود على الاقل في مساحة 6 الاف كيلومتر مربع وقادر على اعلان الحرب الاقليمية التي ستمتد الى العراق وربما سوريا والى اليمن والى المنطقة كلها.
الحرب جولات، الاسبوع الماضي وخاصة اول امس الاثنين كان جولة للباطل الصهيوني وبعد اسبوع واكثر ستكون جولات للحق، للمقاومة المنتمية لحزب الله وبقية المقاومات سيكون لها اشتراك في هذه الجولة.