IMLebanon

مؤتمر وارسو: استراتيجية اميركية ضدّ ايران تضع سوريا ولبنان في عين العاصفة

 

على الرغم من انتقال الكباش الأميركي ـ الروسي من الساحة السورية إلى ساحة جديدة هي فنزويللا، حيث الأزمة المفتوحة بين رئيسها نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة خوان غوايدو، المدعومين من واشنطن وحلفائها وموسكو وحلفائها في المنطقة إضافة إلى الصين، فإن الإشتباك الدولي والإقليمي في الميدان السوري، ما زال في نقطة متقدّمة من التصعيد في ضوء التوتّر الميداني من خلال الغارات الإسرائيلية من جهة، وعودة مسلسل التفجيرات الإرهابية من جهة أخرى. وقد لاحظت أوساط ديبلوماسية مطّلعة في بيروت، أن امتداد الصراع إلى فنزويللا، لا يعني تحويل الأنظار عن المنطقة، خصوصاً في ضوء استمرار الحشد الأميركي للإعداد لمؤتمر دولي في بولندا بعد أسبوعين، وذلك، تحت عنوان «الأمن والسلم في الشرق الأوسط».

 

وكشفت الأوساط الديبلوماسية نفسها، أن الحدث لا يزال في بولندا، حيث تستعدّ الإدارة الأميركية لتشكيل جبهة دولية ضد إيران انطلاقاً من وارسو، ولكن، من دون أن يتّضح إلى الآن حجم المشاركة الدولية والإقليمية في هذا المؤتمر، وذلك، بصرف النظر عن الحراك الديبلوماسي الأميركي في عواصم المنطقة، ومن بينها بيروت، من أجل الدعوة والتحضير له. وأضافت أن الإدارة الأميركية تهدف إلى إعادة تشكيل التحالفات على مستوى الدول الأوروبية، كما على مستوى الدول العربية، وذلك، ليس في مواجهة إيران فحسب، إنما روسيا والصين، وهذا بعدما تبدّلت المعادلات الأوروبية، كما الإقليمية، في ضوء الفتور الواضح، وعدم الحماسة لدى عواصم أوروبية، للمشاركة في تظاهرة دولية تسعى لزيادة الضغط على إيران، لا سيما بعدما أكدت هذه العواصم استمرارها في الإتفاق النووي بعد خروج الولايات المتحدة الأميركية منه.

 

ووفق المصادر الديبلوماسية، فإن ما ستحقّقه واشنطن من خلال اجتماع وارسو المقبل، لن يتخطى، ومن حيث الفاعلية، مستوى الحصار الإقتصادي الحالي لإيران، وذلك، في ضوء انعدام أي خيارات أخرى، وخصوصاً أمنية، باستثناء الضغط من خلال العقوبات المالية على طهران، والتي لم تثبت أية فاعلية على مستوى النتائج المباشرة.

 

وعليه، فإن تقييد إيران من ورائها روسيا من خلال مؤتمر بولندا، لا يبدو هدفاً سهلاً، على حدّ قول الأوساط نفسها، والتي اعتبرت أن روسيا تجنّبت خلال السنوات الأخيرة مواجهة الأخطاء نفسها التي وقعت فيها واشنطن، ولا سيما في سوريا والمنطقة، حيث نجحت في تكريس دورها كطرف رئيسي وفاعل، وتمكّنت من تحقيق المكاسب المتتالية على مدى السنوات الماضية، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة تنكفئ، وباشرت انسحاباً من الميدان السوري كمرحلة اولية.

 

وفي هذا المجال، فإن الإستراتيجية الأميركية الجديدة لحصار إيران، والتي تعمل واشنطن لإرسائها في المنطقة، وتسعى لتكريسها من خلال مؤتمر وارسو، ستطال بتردّداتها كل ساحات الصراع الأميركي ـ الإيراني، مما ينذر بتحدّيات وأخطار كبيرة على المنطقة كما على لبنان، وفق ما كشفت الأوساط الديبلوماسية، والتي ركّزت على أهمية ترتيب الأولويات اللبنانية من أجل تحصين هذه الساحة عشية العاصفة التي ستهبّ على المنطقة.