Site icon IMLebanon

هل فوجئ «حزب الله»؟

 

بل هل كانت المفاجأة أكثر شمولاً من أن تقتصر على الحزب بعد الموقف الصريح والمباشر الذي اتخذه الرئيس ميشال عون في مقابلة تقويم سنتي العهد الأوليين؟ السؤال لا يزال على كل شفة ولسان منذ ليل الاربعاء حتى ليل أمس، وقلّما عقد لقاء سياسي أو اتصال بين المعنيين من أهل السياسة والإعلام، وحتى في الصالونات الاجتماعية، من دون أن يكون حاضراً مضمون المقابلة التلفزيونية الرئاسية.

 

ولا شك في أنّ التفسيرات ذهبت بعيداً:

 

البعض قال: الرئيس عون لم يبلع أن ينبري «حزب الله» للتشدّد في دعم أصحاب العقدة السنّية في ما أسميناه أمس «اللحظة الحرجة»، أي عشية مطلع السنة الثالثة من عهد رئيس الجمهورية، في وقت كانت الأنظار تتجه الى التشكيلة الحكومية التي كان متوقعاً إصدار مراسيمها بعد غد الاثنين أو الثلاثاء في الحد الأقصى.

 

البعض الآخر قال: ليست قضية رمّانة، بل هي قضية قلوب مليانة، والأسباب التي دفعت رئيس الجمهورية الى قول ما قاله ليست بنت ساعتها، إنما هي محصّلة تراكمات عديدة.

 

البعض الثالث قال: لقد أدرك الرئيس عون أنه أعطى الحزب كثيراً من دون أن يأخذ شيئاً في المقابل، وأنّ هذا الشعور لا يُقتصر على الرئيس عون وحده، إنما أخذ يتفاعل في القاعدة المسيحية أيضاً وعلى نطاق واسع… هذا الرأي لا يقر به البعض الذي يرى أنّ الحزب أعطى الجنرال «هدية العمر» التي لولاها لما كان في قصر بعبدا.

 

والقال والقيل لا يتوقفان.

 

والثابت أنّ ثمة شيئاً ما آخذٌ في طرح علامات الاستفهام في العلاقة بين بعبدا وحارة حريك، وهذه حقيقة قائمة ولو كان فخامته وسماحة السيّد لا يريدان أن تصل الأمور الى حيث وصلت، والدليل على ذلك المساعي الحثيثة (جداً) التي بذلت في الساعات الثماني والأربعين الماضية سيان ما كان منها معلناً عنه أم ما كان بعيداً عن الأضواء.

 

 

وينتظر المراقبون ما سيقوله سماحة أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله في الأسبوع الآتي، ليتبيّنوا ما إذا كان سيتناول (مباشرة أو مداورة) ما قاله الرئيس عون وما إذا كان سيردّ عليه بشكل أو بآخر… أو أنه سيتجنّبه كلياً… ولو بالإشارة المخفية!

 

ولكن هذه كلها، على أهميتها، تبقى من الهوامش بالنسبة الى الجوهر والأساس، أي بالنسبة الى تشكيل الحكومة!

 

فأين أصبح التشكيل؟

 

وهل فعلاً عدنا الى نقطة الصفر؟

 

وكيف سيكون المخرج من عنق الزجاجة المستجد بالنسبة الى العقدة السنّية؟

 

مَن يشدّ ومَن يرخي؟

 

وكيف ستكون الخاتمة بالنسبة الى النواب السنّيين الستة؟