IMLebanon

هل كان كلام مسؤول الحرس الثوري رسالة إيرانية مفخّخة؟

التجاوب مع شروط الحريري ينقذ التسوية والخشية من أن يكون الإلتزام لفظياً

هل كان كلام مسؤول الحرس الثوري رسالة إيرانية مفخّخة؟

 

بعدما أرخى تريث رئيس الحكومة سعد الحريري بتقديم استقالته، بناء على تمني رئيس الجمهورية ميشال عون، بانعكاسات إيجابية على الأوضاع الداخلية، وفتح الباب أمام إعادة ترميم التسوية، فإن الجهود التي تبذل على أكثر من صعيد، تتركز على سبل الأخذ بعين الاعتبار للشروط التي وضعها الحريري، لتصحيح مسار الأمور وإنقاذ البلد من مرحلة بالغة الخطورة، من خلال التشديد على سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة، والكف عن مهاجمة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، ما يفرض على حزب الله المبادرة إلى ملاقاة الحريري في منتصف الطريق، واتخاذ الخطوات التي تكفل حماية لبنان من تداعيات ما يجري في الإقليم، وهذا الأمر منوط في جزء كبير منه، بانسحاب حزب الله من الدول التي يقاتل فيها، وبما يسمح للبنان أن ينأى بنفسه جدياً عما يجري حوله، لتعزيز استقرار وعدم استخدامه ساحة لبعث الرسائل، في ظل احتدام المواجهة السعودية الإيرانية.

وعلى هذا الصعيد، يتوقع أن يبدأ الرئيس عون جولة مشاورات مع القيادات السياسية في البلد، في إطار العمل على إيجاد الحلول المناسبة للأزمة التي تسببت بها استقالة الحريري، وتحديداً بما يتعلق بضرورة أن يلتزم لبنان قولا وفعلا النأي بالنفس، ما يفترض أن يكون للرئيس عون دور أساسي على هذا الصعيد، في الطلب من حزب الله أن يقوم بما هو مطلوب منه على هذا الصعيد، باعتبار أن عودة الرئيس الحريري عن استقالته، مشروطة بما تجاوب الحزب مع ما هو مطلوب منه على هذا الصعيد، في حين أن رئيس الجمهورية قادر بحكم علاقته المميزة مع حزب الله، أن يقنعه بضرورة إبعاد لبنان عن أزمات المنطقة، عبر التمسك بالنأي بالنفس والكف عن زج لبنان بالصراعات الدائرة حوله، وهو ما أدى إلى تدهور العلاقات اللبنانية السعودية والخليجية بشكل غير مسبوق، ما دفع بالرئيس الحريري إلى تقديم استقالته من الرياض، وعلى النحو الذي حصلت فيه.

ومن هنا، فإنه وفي الوقت الذي يأمل رئيس «المستقبل» أن تلقى اعتراضاته على مسار الأمور، صداها لدى المعنيين، وبما يجنب البلد مزيداً من الانهيارات على مختلف الصعد، فإن الخشية لا تزال موجودة من ان يصر حزب الله وفريقه السياسي على الاستمرار في أجندته السياسية والعسكرية، أو أن يكون أي التزام من قبل هذا الفريق بتحييد لبنان، مجرد التزام لفظي لا يغير في واقع الأمور شيئاً، خاصة بعد الكلام الإيراني الأخير بأن سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض، في ما بدا رداً على مطالب الرئيس الحريري الذي يرى في استمرار هذا السلاح خطراً كبيراً على لبنان، وبما يعرض مصالحه لمخاطر جسيمة، لا يمكن التكهن بنتائجها في المرحلة الممكنة، سيما وأن المؤشرات المتوافرة تدل على أن المنطقة مرشحة لمزيد من التأزم السعودي الإيراني، والذي يخشى معه أن يدفع لبنان الثمن من استقراره السياسي والاقتصادي، وربما الأمني، مع وجود إصرار خليجي على عدم التهاون إزاء السياسة الإيرانية المتبعة في لبنان والمنطقة، وهو ما يستوجب من القيادة السياسية اللبنانية أن تتعامل مع هذا الأمر بكثير من الجدية، لتمرير العاصفة بأقل الأضرار الممكنة.