بات الوضع في لبنان مأزوماً والأمور تنذر بأجواء غير مريحة وفق ما تشير إليه أكثر من جهة سياسية في هذه المرحلة الراهنة وخصوصاً أن معركة حامية تدور بسبب فتح الملفات التي تورط فيها بعض الوزراء السابقين وموظفين كبار، وهناك ما يشير إلى أن هذه المسألة فيها ما يجب أن يحاسب من قبل القضاء بينما هنالك تصفيات حسابية سياسية. وينقل عن مرجع سياسي بأنه يتخوف من أن تؤدي هذه المسألة إلى مشكل كبير في البلد لأن المعلومات لا تشي بأجواء إيجابية أكان على مستوى الحكومة أو من خلال هذه الملفات التي بعضها أو معظمها يأخذ الطابع السياسي وإن كان من الضروري محاسبة هؤلاء دون أي تدخلات سياسية وغيرها.
وفي هذا الصدد علم أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان والتي يعول عليها كثيراً باتت تأخذ الطابع الإجتماعي لناحية الغاية الأساسية من الزيارة بحيث سيصل مباشرة من المطار إلى مقر الوحدة الفرنسية في الجنوب وسيعايد هذه الوحدة على أن يلتقي في اليوم التالي رئيس الجمهورية بعد أن ألغى اليوم الثالث من زيارته. ووفق المتابعين لمسار الزيارة صرف النظر عن لقائه مع الأحزاب والمرجعيات السياسية والذي كان من المقرر أن يعقد في قصر الصنوبر كما جرى خلال زيارته الماضية ولكن ليس هناك من جديد ليقوله بل وبعد تنصل هذه القوى السياسية اللبنانية من التعهدات التي أكدوا عليها بأنهم سيلتزمون بها أمام الرئيس الفرنسي فإن معلومات تشير إلى أن زيارة موفده إلى بيروت منذ أسابيع باتريك ديريل كانت زيارة سيئة، وتضمنت معلومات سلبية من خلال التقرير الذي رفعه إلى الرئيس ماكرون بمعنى أن زيارة ديريل كانت فاشلة، وعلى هذه الخلفية فالأمور لم تتغير أو تتبدل، وليس هناك ما يضيفه سيد الإليزيه أمام هذه الظروف والأجواء التي يجتازها لبنان وخصوصاً أن بعض المعنيين الأساسيين بالملف اللبناني يؤكدون بأن ليس هناك من مبادرة فرنسية فقط بل أضحت مبادرة دولية بعدما دخلت ألمانيا على خط الملف اللبناني، أي أنها أصبحت مبادرة أوروبية شاملة دون نسيان أو تجاوز أن الولايات المتحدة الأميركية لاعب أساسي ولها نظرتها للوضع اللبناني ما يتمايز عن الفرنسيين والأوروبيين، وخصوصاً على صعيد العقوبات التي ستتوالى ولن تتوقف حتى مع الإدارة الجديدة وصولاً إلى الفيتو على مشاركة حزب الله في الحكومة لذا فإن مبادرة ماكرون باتت تحظى بصعوبة نظرا للتعقيدات المحيطة بالوضع اللبناني وصولاً إلى معلومات بأن الأميركيين قالوا للفرنسيين: هل رأيتم وصدقتونا بأن مبادرتكم لن يلتزم بها في لبنان، وبالتالي يجب تغيير الأداء في التعاطي مع بعض القوى اللبنانية.