Site icon IMLebanon

واشنطن تطمئن حلفاءها .. من بيروت!

بين مواقف السفير الأميركي دايفيد هيل ضد «حزب الله»، في خلال جولاته الوداعية قبل انتقاله من لبنان الى باكستان، والصور الموزعة للإطلالة العالمية الاولى لفريق الحكم الجديد في السعودية، قاسم مشترك يرتبط بنظرة وعلاقة الولايات المتحدة الأميركية مع السعودية ودول الخليج.

فالنظرة الأميركية إلى السعودية لم تتغير، وهي تواصل حث المسؤولين فيها على إجراء إصلاحات في تركيبة الحكم. وقد جاءت الصور التي وزعت عن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان إلى وزير الخارجية السابق سعود الفيصل في مقر إقامته في باريس، حيث تم تغييب وزير الخارجية الجديد عادل الجبير عن اللقاء والصورة بالرغم من وجوده في عداد الوفد الذي كان متوجهاً إلى واشنطن. أما في اللقاء مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، فقد ظهر الجبير واقفاً خلف ولي العهد ومن ثم جالسا على كرسي وغير مشارك في المحادثات.

هذه الصور المنشورة، دفعت سفير دولة كبرى في بيروت إلى إبداء استهجانه من هذا «الموقف المحرج للوزير الجبير، اذ كيف تسمح لنفسها دولة مطالبة من قبل رئيس الولايات المتحدة بإجراء إصلاحات في نظامها السياسي أن تعامل وزير خارجيتها، وأمام هذا الرئيس، وكأنه موظف».

وقال السفير نفسه إن «هذا الموقف يؤكد صوابية الموقف الذي كان قد أعلنه أوباما بعيد التوقيع على اتفاقية الإطار مع إيران حول الملف النووي، مخاطباً قادة السعودية، في معرض رده على اعتراضهم على الاتفاق، ان مشكلتكم ليست مع ايران بل في الداخل، أي في نظامهم».

وفي الإطار نفسه، قال وزير خارجية سابق إن «الكلام الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول السعودية ونظامها الوهابي في أعقاب الحرب على اليمن، هو أكثر من صحيح، إذ لا يمكن لنظام يعامل وزير خارجيته بهذا الشكل أن يعطي لدول أخرى دروساً في التغيير والإصلاح ويعمل على تغيير أنظمة عربية أخرى بالقوة ودعم الإرهاب».

وحول الكلام الذي أطلقه السفير الاميركي دايفيد هيل قبل أيام من انعقاد قمة «كامب دايفيد» الاميركية – الخليجية والذي حمّل فيه «حزب الله» المسؤولية عن وصول «داعش» الى لبنان بسبب تدخله في سوريا وتأكيده ان الرئيس السوري بشار الاسد خارج معادلة الحل في سوريا مستقبلاً، يرى السفير نفسه ان هذا الكلام يندرج في إطار «الاستهلاك الإعلامي» فقط ولا يعبّر عن حقيقة الموقف الاميركي، الذي سبق وأعلن في عدة محطات أبرزها:

ـ إعلان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن قبل سنة في محاضرة في جامعة هارفارد ان السعودية هي التي تصدّر الإرهابيين التكفيريين وتموّلهم وتسلحهم.

ـ دعوة وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال مشاركته في قمة شرم الشيخ المعنيين بالأزمة السورية في المنطقة الى ضرورة التعامل مع (الرئيس) الاسد والاعتراف بوجوده كجزء من الحل.

ـ إعلان أوباما بعد توقيع الاتفاق الاطار مع ايران ان مشكلة السعودية ليست مع ايران بل مع الداخل السعودي.

ـ اتهام أوباما بعض دول الخليج بتمويل ودعم العمليات الارهابية التكفيرية في ليبيا والمغرب العربي.

ويشير السفير الى انه «انطلاقا من هذه الحقائق، فإن المواقف التي أعلنها السفير هيل عشية قمة كامب دايفيد هدفها إرسال تطمينات إعلامية لدول الخليج ولحلفائها في لبنان بشأن موقف واشنطن من حزب الله والرئيس الأسد. ولكن في حقيقة الأمر ان الادارة الاميركية طلبت من سفيرها في بيروت إعلان هذه المواقف لان بيروت تعتبر عاصمة المنطقة ولبنان هو الساحة الاقليمية التي تتوجه إليها الأنظار دائماً لتبيان موازين القوى، ولسفيرها موقع متقدم ومتميز على سفرائها في المنطقة». ويضيف: «كان لا بد للإدارة الاميركية من أن تطلب من سفيرها إصدار هذه المواقف عشية قمة كامب دايفيد، في إطار تحضير أجواء مغايرة للمواقف التي أعلنت سابقاً من كبار المسؤولين الاميركيين من أجل تسهيل مهمة أوباما خلال اجتماعه مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تم التركيز على مسألتين أساسيتين: ضرورة إجراء إصلاحات جذرية في الانظمة السياسية لدول الخليج بموازاة الحوار مع ايران، وإبرام صفقات أسلحة جديدة وضخمة معهم».