لا شك في أنّ الحرب في سوريا تجري على مراحل.
المرحلة الأولى: كان النظام يعتقد أنّه قادر على القضاء على المتظاهرين السلميين… ولكن بعد ستة أشهر تبيّـن له أنّه غير قادر بالرغم من أنّه واجه الناس العُزل بالسلاح على أنواعه.
المرحلة الثانية: إنتقال المعارضة الى التسلّح: «النصرة»، الجيش الحر، ولاحقاً «داعش».
المرحلة الثالثة: عندما بدأ النظام ينهار أمرت إيران «حزب الله» بالدخول في المعركة… وقد تكبّد الحزب خسائر فادحة فلم يعد قادراً أن يؤدّي دوره بفعالية فدخل «فيلق القدس» بقيادة قاسم سليماني الى المعركة.
المرحلة الرابعة: جيء بـ»فيلق ابو الفضل العباس» العراقي… والعراق أصلاً هو الداعم الاول للنظام السوري عسكرياً ومالياً، ولولا هذا الدعم لكان النظام قد انهار من زمان.
ومع ذلك، وبالرغم من كل هذه المساعدات فقد النظام ثلاثة أرباع الأراضي السورية.
المرحلة الخامسة: قام قاسم سليماني بزيارة مكررة الى موسكو طالباً من الروس أن ينقذوا النظام السوري، من هنا عززت موسكو مواقعها وقواعدها البحرية وأقامت ترتيبات واضحة بين اللاذقية وطرطوس وأخذت تعترف بوجود قواتها علناً في سوريا.
والسؤال: الى أي مدى سيبلغ التورّط الروسي في سوريا؟ وهل تكون سوريا بالنسبة للروسي مثل أفغانستان أو ڤيتنام بالنسبة الى الاميركي؟
المرحلة السادسة: هناك عشرون مليون مسلم داخل روسيا الاتحادية… وتخشى الحكومة الروسية من ردود فعلهم.
وذلك كله ينبّئ بأنّ الأميركيين يشجعون الروس على الغرق أكثر فأكثر في المستنقع السوري، وكأننا أمام بداية تطوّر التورّط الاميركي في الڤيتنام ونتائجه المأسوية على الاميركي بالذات.
من هنا نرى التورّط الروسي في سوريا سائراً على المنوال ذاته.