كم هي مخطئة حكومة واشنطن حين تعتقد ان عدوانا جويا على سورية والعراق، كما على اليمن، يمكن ان ترهب ابناء هذه الاقطار وجيوشها وقادتها ليتراجعوا عن اسنادهم للشعب الفلسطيني عموما ولأهل غزة وابطالها المقاومين خصوصا…
ومخطئ البيت الابيض حين يظن ان الاحتلال الاميركي للعراق والمجازر والفتن والاغتيالات التي ارتكبها على مدى عشرين عاما قد نجحت في فك ارتباط العراقيين بأمتهم وقضيتها المركزية في فلسطين..
وكم تخطئ ادارة بايدن حين تظن ان 13 عاما من الحرب الكونية والحصار المخالف لأبسط قواعد القانون الدولي الانساني وحرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا العربي السوري قد تنجح في دفع سورية، شعبا وجيشا وقيادة، للتراجع عن نهجها المقاوم الذي اعتمدته منذ قيام الكيان الصهيو نازي حتي اليوم..
وكم تخطئ دوائر القرار في الولايات المتحدة اذا اعتقدت ان كل ما مر به اليمن من اهوال وحروب وفتن قد انهكت شعب اليمن وقواته المسلحة الى درجة انه بات مستعدا الرضوخ للإملاءات الصهيو اميركية والتخلي عن اسناده الرائع لأشقائه في فلسطين..
وكم يخطئ اركان الامبراطورية الآيلة الى التفكك وللانهيار اذا ظنوا انهم بكثير من الضغوط الخارجية والداخلية ، العسكرية والسياسية والاقتصادية والاعلامية قادرون على زعزعة ايمان غالبية اللبنانيين بعروبتهم وسيادتهم ومقاومتهم وادراكهم لطبيعة المخططات الشريرة التي يعدها الصهاينة للبنان إذا نجح في ضرب المقاومة في فلسطين وهو لن ينجح بإذن الله بمقاومته وبهمة ابطال طوفان الاقصى…
ويخطئ أيضاً وأيضاً اركان الدولة العميقة في واشنطن حين يظنون ان ما شهدته امتنا من تفتيت وتطبيع وقمع واستبداد وفتن ومؤامرات قد جعلها امة عاجزة عن الدفاع عن كرامتها ومقدساتها…
وبالتأكيد يخطئ كثيرا وكثيرا من يعتقد انه قادر على ان يهزم شعب فلسطين المتمرس بمقاومة المستعمر البريطاني والاحتلال الصهيوني لأكثر من مئة عام والذي يخوض منذ 120 يوماً واحدة من أشرس الحروب، غير المتكافئة التي عرفتها البشرية في عصرنا..
ان بايدن الذى امطرنا بتصريحات اعلن فيه انه لا يريد توسيع الحرب يذهب بنفسه الى حرب يعرف كيف يبدأها ولا يعرف كيف ينهيها…وله في فيتنام والعراق وافغانستان وفي لبنان نفسه في بداية ثمانينات القرن الفائت، العبرة تلو العبرة..
صدق الله العظيم في كتابه العزيز: «يمدهم في طغيانهم يعمهون» وها هي قوى الشر في العالم «يمدهم في عدوانهم يهزمون».