كله محسوب على الكمبيوتر، وفي العقول التي لا تضمر إلاّ إلحاق أفدح الشرور بالعرب والمسلمين أينما وجدوا على سطح هذا الكوكب. وقد حدث فعلاً ما كان متوقعاً حصوله في سوريا، من الهدنة الصورية، وما هي إلاّ فصل من فصول الحرب القذرة التي لا يراد لها أن تنتهي، لا اليوم ولا غداً ولا في المدى المنظور، إلاّ بعد أن تلفظ سوريا – لا النظام ولا المعارضة فقط – أنفاسها الأخيرة! ولم يكن مكر السياسة الأميركية غائباً عن أذهان من اكتووا بنيرانها الحارقة على مرّ العقود، قبل قيام الكيان الصهيوني في فلسطين وبعده، وفي المنطقة العربية والعالم. وكان يقال في السابق عن الشروط المتشددة بأنها شروط الموسكوب نسبة الى موسكو في عهد الامبراطورية السوفياتية. واليوم فان واشنطن هي التي تفرض شروط الموسكوب على موسكو وعلى غيرها من دول الاقليم والعالم، لتنفيذ استراتيجيتها للهيمنة عن طريق التخريب والفتن والحروب وسفك دماء الشعوب وكل ما ومن يعاديها…
***
سيرحل الرئيس باراك أوباما عن البيت الأبيض بعد شهور قليلة. وأياً كان من سيحلّ بعده في الرئاسة، فانه سيتابع سياسات الخداع والفتك نفسها، سواء أكان ذكراً مثل دونالد ترامب يوصف بالتشدّد، أم كانت أنثى من الجنس الناعم وتعتمد السياسة الناعمة لتنفيذ أفظع الأفعال خشونة ضد العدو أو الحليف لا فرق، لكي تبقى أميركا أوبر أللس، أي فوق الجميع باللغة النازية! وقد أوصل العرب والمسلمون أنفسهم الى ما هم فيه اليوم بانصياعهم، بعيون مغمّضة وبصائر مظلمة وعقول متحجّرة، الى أوامر المعذّب الأميركي بلا قيد ولا شرط! وها هم اليوم يغرقون في بحور من دمائهم، كعرب يقتلون عرباً ومسلمين يقتلون مسلمين، على طريقة القاعدة الصهيونية: أغيار يقتلون أغياراً!
***
اذا كان اللبنانيون قد وافقوا على انتمائهم الى نوع من العروبة المخففة، فليس من الحكمة أن يتبعوا تقاليدها العمياء المعاصرة، ويتجاهلوا تاريخهم وتاريخها المجيد. ولعل الوقت قد حان للخروج من تيههم وأزماتهم المتناسلة قبل فوات الأوان… ولعل ذلك يخلق مناخاً اقليمياً ودولياً لخروج العرب من محنتهم تباعاً… وقد قيل ان الحروب عدوى، ولعل السلام هو عدوى أيضاً!